بقلم/ د. أيمن جبر علي
يتكرر في الحياة مشهد رجل أو أمرأة؛ يبتلى كل منهم بموقف تَخَلي (طلاق، خيانة زوجية، اختفاء، أو وفاة).
فجأة يجد الرجل أو المرأة أنفسهم أسرى صدمة فقد الرفيق. وهنا يحترم الأقرباء حزن ونفسية المسكين المصدوم.
ويمر وقت قصير لا يتعدى أسابيع، ثم يسترد الإنسان نفسه. فيتهيأ نفسيا لتجربة وارتباط جديد. فيصبح مثل المنزل الذي رحل ساكنوه؛ فأصبح مهيأ لاستقبال ساكن جديد.
قد يعاني رجل أو أمرأة تجارب تَخَلي متتالية عبر الحياة. فلا يتوقف الإنسان عن مواصلة الحياة وتعرضه لفُرَصِها؛ والإصرار على نيل بقية حظه منها.
هذا إنسان لا تستغرقه مشاعر المأساة مدى الحياة. يُجرح ويُعالَج ويُشْفى ثم يُجرح ويُعالَج ويُشفى ثانية وثالثة ورابعة. إنه إنسان يتعامل مع تجارب الحياة بنفسية الرحلة متعددة المراحل.
ومن الناس من يتعامل مع تجربة الحياة الواحدة كالزواج الأرثوزُكسي. حياته تكون مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة. ثم ينطفئ ويُلْقَى في سلة القمامة.
يهبط هذا الإنسان إلى ملعب الحياة والزواج بلا تدريب ولا خبرة. وبحسب حظه وبَخْته المجهول. قد تستمر الحياة بتقلباتها حتى يرحل. وقد يحدث فشل أو تخلي أو غدر أو وفاة. ولكن يعقب هذه التجربة اليتيمة مشاعر المأساة.
هي قصة واحدة لحياة واحدة. بينما المثال الأول: قصص داخل فرصة الحياة الواحدة.
والفرق بين المثالين هو ما يحمله كلاهما من أفكار.
والأفكار سلاح ذو حدين.
حد أفكار التعاسة والشقاء والفشل. وحد أفكار السعادة والنعيم والنجاح.
الأشقياء هم أبناء أفكارهم، والسعداء هم أبناء أفكارهم.
تعليقات
إرسال تعليق