بقلم/ حسن التهامي يتضمن التاريخ العربي أعظم الحضارات التي شهدتها البشرية، فقد كان للعرب دور بارز في صنع الحضارة الإنسانية عبر العصور، بدءً بالحضارات القديمة مثل السبئيين والأنباط ثم ظهور الإسلام الذي مكّن للأمة العربية لتكون لبنة أساسية في بناء حضارة عالمية امتدت من الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا. وأسهم العرب في تطور العلوم المختلفة من فلك وطب ورياضيات وفلسفة، وأصبحوا رابطًا حضاريًا بين الشرق والغرب. ومع التطور الرقمي الذي يشهده العالم اليوم، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءً أساسيًا من حياة الناس، ويمكن استغلال هذه المنصات لنشر الوعي بتاريخنا العربي المجيد، وتثقيف الأجيال الجديدة حول إنجازات أسلافهم، وربط الشباب بهويتهم وتراثهم. يمكن تحويل هذه المنصات إلى قنوات تعليمية تفاعلية تسلط الضوء على الشخصيات التاريخية العربية، والمكتشفات العلمية التي قدمها العرب، والمعمار الإسلامي الفريد، وغيرها من الموضوعات التي تعزز الانتماء وتنمي الفخر الوطني والقومي. كما يمكن استخدام الوسائل الحديثة مثل الفيديوهات القصيرة، والرسوم المتحركة، والانفوجرافيك لإيصال المعلومة بطريقة مبسطة وجذابة، مما يجعل ...
بقلم/ أ.د. محمود سالم الشيخ يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، إن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، ذلك لأنهم أي أهل الحضر قد "ألقوا جُنوبَهم على مِهاد الراحة والدّعة، وانغمسوا في النعيم والترف، ووكّلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم، والحاكم الذي يَسوسُهم، والحامية التي تولت حِراستهم، واستناموا إلى الأسْوار التي تحوطهم والجِرز الذي يحول دونهم، لا تُهيجُهم هيفة ولا يُنفّر لهم صيد، فهم غارّون آمنون، قد ألقوا السلاح، ورَبِيَتْ على ذلك منهم الأجيال، وتنزلوا منزلة النساء والولدان الذين هم عيالٌ على أبي مثواهم، حتى صار ذلك خُلق يتنزل منزلة الطبيعة. وأهل البدو، لتفرّدهم عن المجتمع، وتوحّشهم في الضواحي، وبعدهم عن الحامية، وانتباذهم عن الأسوار والأبواب، قائمون بالمدافعة عن أنفسهم، لا يَكِلونها إلى سواهم، ولا يثقون فيها بغيرهم، فهم دائما يحملون السلاح ويتلفتون عن كل جانب في الطرق، ويتجافون عن الهُجوع إلا غرارا في المجالس وعلى الرحال وفوق الأقتاب، يتوجّسون للنبآت والهيْعات، وينفردون في القفر والبيداء، مُدلّين ببأسهم، واثقين بأنفسهم، قد صار لهم البأس خُلُقا، والش...