بقلم/ مصطفى أحمد محمود
أراه دائما ساخراً من الدائرة ، ضاحكاً عليها ، مبتسماً لها .. وفي قلبه كمية كبيرة من الدموع ، دموع ليس فيها إلا عقل هادئ .. كأشعة القمر البيضاء .. عقل واسع يسع الدائرة .. عقل طائر يسبح في الفضاء كالكروان يغرد مودعاً الدائرة .. عقل متيقن كإيمان فطرة الرضيع بربه الذي خلقه .. عقل نساج من الظلم ذي العيون السوداء .. التي لا يطل منها إلا الأسى والدموع ! ، لذلك يسير في محيط الدائرة فقط .. أما إذا أراد أن يدخل الدائرة .. هذا حتمي .. فإنه يدخلها في خط مستقيم ، حتى لا تتخطفه الشياطين ، وتلقي به في مهب الريح حيث تتهشم أجزاؤه ، وتنهش في روحه ثعابين داخلية وخارجية ، ولذلك فهو لا يأخذ من الدائرة إلا ما يكفيه .. ثم يرجع مرة ثانية إلى نقطة بداية الخط المستقيم ، يبدأ الدوران مرة أخرى في محيط الدائرة .. حتى تتوقف حياته .. ويسكن .. فيموت .. ويترك الدائرة .. حتى يبعث مرة أخرى ، ليرى هل نجح في أن يقهر الدائرة أم لا.
تعليقات
إرسال تعليق