التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أكثر ما يؤلم في هذه القصة؟



بقلم/ أيمن جبر علي

عندما يرتكب زوج وأب جُرم؛ ويُسجن سنوات، هنا يستحق المجرم العقاب العادل الذي ناله، لكن ماذا عن بقية أسرته ومن يعول؟

السلطة من حقها أن تحكم، ولكن هل المطلوب فقط حكم وسجن؟
هل يقبل أن يحكم على مجرم بالسجن ولا يُعطى له طعام ولا شراب؟
حاجة الزوج لزوجته لا تقل عن الحاجة للطعام والشراب والدعم المعنوي.
الحكم العقابي لا بد أن يقدم بيئة إنسانية يعيش فيها المُعاقب.
والأفضل أن تكون تلك البيئة مساعدة على جعل المخالف إنسان صالح، أليست اليافطة التي توضع على باب السجن هي: "السجن إصلاح وتهذيب!"
فالسجن الذي هو سجن وذل وقهر وحرمان فقط؛ هو حكم مضاعف عشرات المرات. لا بد من طاقة نور داخل السجن.
السجين هو بشر، له حاجات بشرية. والزوج المُحصن يحتاج بشريا إلى زوجته، وإن لم تلبى تلك الحاجة البشرية فسوف يكون الناتج خطيرا، سوف يصبح سجن لآلاف المكبوتين.
وهذا ينتج شذوذا، فيصبح السجن محضنا للشذوذ!.
لقد استخدم القاضي سلطته المشروعة في توقيع العقاب؛ لكنه قَصَّر في ما يجب عليه توفيره للسجين؛
فسجن بلا اتصال بين الزوج وزوجته؛ هو مضاعفة للعقوبة وتحميل ما لا يقدر عليه الإنسان.
وفي نفس الوقت؛ مخالف للإسلام والمسيحية وبقية الأديان.
حتى من ننعتهم بالكفار؛ حرام في قيمهم كل ما يُحمل البشر فوق طاقتهم ويربك طبيعتهم.
هذا فضلا عن أن الذي يُسجن وتكدر حياته ليس المجرم فقط؛ فبقية الأسرة وخاصة الزوجة، ينالها كدر ونكد وحرمان؛ إذ أن ذلك يُعَرّض الزوجة للفتنة القاسية.
ويكون الوضع مثل من سُجن في غرفة ويده أو عضو منه خارج السجن؛ ولكن الباب أغلق عليه... وبهذا فالحكم على المجرم وزوجته.
في دول الخليج وأمريكا وأوربا، يسمح بلقاء زوجي لمعالجة تلك المأساة.
سؤال بسيط؛
هذه المأساة ضد الإسلام والمسيحية التي هي غالب دين بلادنا.
هل خرج عبر عشرات السنين الطويلة من الأزهر أو دار الإفتاء أو الجانب المسيحي أي نداء أو فتوى أو نشاط اجتماعي يستنكر معاقبة المجرم وأسرته بجريمة أشد من جُرمه؟
للأسف لم يحدث هذا!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهادة لا يجب أن تُؤجل

بقلم/ فاطمة صابر ردًا على منشور قديم نُشر عن د. أنس عطية، وما زال أثره حيًا، أحب أقول: نعم، الكلمات التي كُتبت آنذاك عن د. أنس، أنا لم أقرأها فقط، بل عشتها. في سنة واحدة فقط، في مقرر واحد، شعرت كأنني أمام شخصية أب… رغم قلقي وخوفي في البداية، إلا أن تعامله العميق وأسلوبه الطيب احتواني، فشعرت بالأمان… الأمان الذي لا يُمثَّل، بل يُعاش. ولكن في زحمة الكلمات، هناك اسم آخر لا بد أن يُذكر، لا بد أن يُنصف، لا بد أن يُقدّر. اسم حين يُقال، ينحني له القلب قبل القلم… د. حنان شكري. قد أبدو لكم فتاة صامتة، لا تُكثر الكلام، وهذا صحيح… لكنني لست صامتة داخليًا. عقلي يعمل أكثر مما يظهر، ومشاعري تنبض من عمق لا يعرفه إلا القليل، ومن هذا العمق أكتب اليوم. د. حنان شكري ليست مجرد وكيلة لكلية، ولا حتى مجرد دكتورة… هي نموذج نادر من البشر، إنسانة تؤدي عملها كأنها تؤدي عبادة، وكأن التعليم أمانة كُتبت في رقبتها، لا تفرّط فيها مهما كانت التكاليف. رأيت فيها مثالًا لإنسان لا يسعى للمنصب، بل يسعى للصدق. لا تؤدي واجبها، بل تعيشه. لا تنتظر التقدير، بل تزرعه في الآخرين. هي لا تعمل كإدارية، بل كقائدة حقيقية، وكأنها تظن أ...

رأس المال الاجتماعي للمرأة

بقلم/ دلال عبد الحفيظ تحاول العديد من منظمات المجتمع المدني تبني إستراتيجيات تنموية من شأنها القيام بدور بارز في التحول من أهداف تحسين الحياة النوعية للنساء والحرفيات إلى تعزيز الميزة التنافسية والصورة الذهنية لمنظمات الأعمال والمستثمرين ورجال الأعمال من جماعات المصالح ذات الشراكات المتبادلة مع الشركات والمؤسسات المعنية.  لذا، كان لزامًا اتجاه مؤسسات الأعمال نحو تدريب المنتجين على مضاعفة الصادرات، وزيادة عدد ونوع عملاء المنظمة، والانفتاح الواسع علي الأسواق العالمية المتطورة، وتعزيز شراكات العمل، ومن ثم تجسيد الارتباط بين قوة رأس المال الاجتماعي من جانب وبين تنمية شبكة الأعمال الدولية، وترويج العلامة التجارية لمنظمات المجتمع المدني، وتنمية رأس المال الإنساني لصغار المنتجين. ونستعرض في السطور الآتية بعض النماذج التطبيقية الناجحة لاتباع مثل هذه المبادرات الجامعة بين المزيجين النظري والعملي؛  فبالتطبيق علي مؤسسة CHOL-CHOL التشيلية، جاءت مبادرة توظيف النساء الحرفيات في إنتاج منسوجات عالية الجودة بالأنماط التقليدية والشعبية القديمة لمواطني مدينة"مابوتشو"، وارتكزت الإستراتيجية على ج...

رسالة دكتوراة توصي بالتوطين المحلي لصناعة السيارات

حصل الباحث محمد جمال عبد الناصر؛ المدرس المساعد بقسم إدارة الأعمال، بكلية التجارة جامعة عين شمس على درجة دكتور الفلسفة في إدارة الأعمال؛ مع التوصية بتداول الرسالة مع الجامعات الأخرى، وذلك عن رسالته بعنوان "توسيط المسئولية الاجتماعية والتسويق الأخضر في العلاقة بين أخلاقيات الشركات المدركة والولاء للعلامة (دراسة ميدانية)" وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور عبد القادر محمد، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة المنصورة وعميد كلية التجارة جامعة المنصورة الجديدة" رئيسًا "، والدكتورة جيهان عبد المنعم، أستاذ التسويق بكلية التجارة ، ومستشار نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة" مشرفًا"، والدكتورة عزة عبد القادر، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس" عضوًا"، والدكتورة حنان حسين، مدرس إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس" مشرفًا مشاركًا". وأجرى الباحث دراسته بالتطبيق على المشتركين في مبادرة تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة، موصيًا  بأهمية العمل على زيادة المكون المحلي في السيارات داخل مبادرة الإحلال؛ بما...