بقلم/ محمد الشحات محمد
يعد حمدي أبو جُليِّل من المبدعين القلائل الذين جمعت إبداعاتهم بين السيرة الذاتية والمعلوماتية الإشارية والنص الأدبي، والسخرية التي تكشف المتناقضات.
في نهايات ثمانينات القرن الماضي، عرفتُ حمدي أبو حامد عيسى أبو جُليِّل ، إنسانا نبيلا، مبتسما دائما. عرفته بالقاهرة عن طريق جيران لي (بلدياته) ترجع أصولهم إلى (إطسا- الفيوم) حيث انتقل مبدعنا حمدي أبو جليل إلى القاهرة باحثا عن تحقيق حلمه، مختلفا عن غيره في الندوات، يعتز بالثقافة البدوية التي ينتمي إليها، وإن اختلف مع بعض مظاهرها.
من إصدارات "حمدي أبو جليل" مجموعته القصصية الأولى "أسراب النمل" في عام ١٩٩٧، ثم مجموعة "أشياء مطوية بعناية فائقة" الفائزة بجائزة الإبداع العربية عام ٢٠٠٠، وقصص "طي الخيام" وكذلك "الأيام العظيمة البلهاء" و "القاهرة شوارع وحكايات" ورواية "نحن ضحايا عك"،
ومن أهم الروايات التي لفتت الأنظار إلى حمدي أبو جليل، تلك التي أطلق عليها أسماء أسرته، كما كانت والدته تطلق على النخلات أسماء أولادها، ومن هذه الروايات: "لصوص متقاعدون" روايته الأولى لابنته هالة، وترجمت للإنجليزية والفرنسية والأسبانية، ثم رواية "الفاعل"، وترجمت إلى الإنجليزية، لابنته دنيا، وقد فازت تلك الرواية بجائزة نجيب محفوظ عام ٢٠٠٩ وكذلك رواية"قيام وانهيار الصاد شين" مختصرا عن الصحراء الشرقية، لابنه هشام، ثم رواية "يدي الحجرية" لزوجته الرائدة الثقافية "تهاني أبو جليل"، ليتوّج إبداعاته لوالدته، برواية "ديك أمي".
سيظل المشروع الأدبي للكاتب الراحل حمدي أبو جليل أيقونة للمغايرة والقيمة المضافة، التي تتمثل في الرحلات بين البلدان والمناطق الشعبية وفتح أبواب لجوانب مجهولة في الثقافة البدوية، وسوف يعيش أبطال كتاباته في الوجدان، ولازالت تجربته الإبداعية تستحق الدراسة والتكريم والاحتفاء، وحق على كل من عاصروه وتعاملوا معه أو قرأوا له، عليهم توثيق ما يليق بالنبل الإنساني والقيمة الأدبية لمنجز حمدي أبو جليل الكبير، وهو ما بدأ بالفعل من خلال إقليم القاهرة الكبرى، وفي مؤتمر أدباء مصر ٢٠٢٤.
تعليقات
إرسال تعليق