أ. د. مصطفى رجب
"من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه، ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون".
كلامُ وعاظٍ مرويٌّ في إحياء علوم الدين للغزالي وغيره من الكتب على أنه حديث نبوي شريف، والحقيقة أنه مكذوب ولا أصل له.
والنتيجة :
أن صبر المظلوم من الزوجين لا يحل مشكلة بل قد يهدد السلام النفسي للمظلوم واستقراره العاطفي، فيجب عند وقوع ظلم من أحد الزوجين أن تتم بينهما مصارحة ومكاشفة واتفاق على عدم تكراره أو الفراق بالتي هي أحسن. أما "تثبيت" المظلوم بهذه الأكاذيب على أنها أحاديث فهذا إرهابٌ فكري باستخدام ما هو مقدَّس.
و(بعض) الدعاة اعتمادا على (بعض) الفقهاء والرواة يجورون على حق المرأة، بترويج حديث موضوع رُويَ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
"أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها".
قال الشيخ الألباني في (ضعيف الجامع الصغير وزيادته ): موضوع.
ومن الواضح أن الموضوع أشد بشاعة من الضعيف لأن الضعيف إنما يكون ضعيفا لعيب قد يكون بسيطا في سنده، لكن "الموضوع" مختَلقٌ تماما مكذوب على رسول الله وعلى بعض رجال السند . وبمثل هذه الأحاديث يرتفع مُعَامِل انتعاش بعض الدعاة و هم يوسعون المرأة تسفيها ولوما واستضعافا وتخويفا. إذا ما خرجت من بيتها بغير إذن زوجها؛
والنتيجة:
بسقوط هذا الحديث المكذوب، يسقط العمل به، لوضوح المسؤولية الشخصية بقوة في القرآن الكريم في قوله تعالى (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وتستطيع أي امرأة الخروج بغير إذن زوجها لأي مصلحة لها أو لأبنائها أو أقاربها في عصرنا وبخاصة أن وسائل التواصل كالمحمول وغيره ستسهل التواصل بين الزوجين عند اللزوم.
تعليقات
إرسال تعليق