بقلم المستشارة أ.د. رحاب أحمد عبد المنعم
عميدة كلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم
والتكنولوجيا
أبي رحمة الله عليه عندما كنت أسأله: تحب تشرب
شاي أو قهوة؟ يقول: يا بنتي يا حبيبتي أن أقع تحت أسر فنجان قهوة أو شاي أو حتى سيجارة؛
يتحكموا في مودي ويؤثروا في أخلاقي.. طريقة ردي أو مدى تحملي.
ورده هذا كان نتيجة تربيته ودراسته للصيدلة.
والإدمان ليس فقط للمخدرات؛ بل الإدمان له صور
عديدة، منها أي شيء تعتاد عليه ويؤثر فيك فقده وهذا الشهر الكريم الذي يظلنا الآن
بما يحمله من صيام ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن أيضا عن العادات السيئة أو ما
يؤدي لها.
ذلك أن إرادة الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان والعزم
على ذلك فرصة ذهبية لا تعوض؛ حيث يساعد الصيام في كسر الروتين اليومي الذي يرتبط
بالتدخين.
وإليك بعض الطرق التي تساعد في التغلب على التبغ
خلال رمضان:
- اغتنام روحانية رمضان واستشعار أن الامتناع عن التدخين جزء من العبادة
والتقرب إلى الله، فاستخدم نية الصيام كدافع قوي للإقلاع.
- الاستفادة من إجمالي ساعات الصيام، وبما أن
التدخين ممنوع أثناءها، فهذا يساعد في تقليل عدد السجائر اليومية، ومع مرور
الأيام، يعتاد الجسم على قلة النيكوتين، مما يسهل التوقف نهائيًا بإذن الله.
- تغيير العادات بعد الإفطار: غالبًا ما يكون
التدخين بعد الإفطار عادة يومية؛ لذا استبدلها بشرب الماء أو العصائر الطبيعية أو
قم بأي نشاط رياضي
خفيف بعد الإفطار لتحسين الدورة الدموية وتقليل الرغبة في التدخين.
- تجنب المحفزات: ابتعد عن الأماكن التي يرتبط فيها
التدخين بالعادات اليومية، مثل القهوة بعد الإفطار، وحاول قضاء الوقت مع غير
المدخنين لتجنب الإغراء.
- اطلب الدعم النفسي والروحي: أخبر عائلتك وأصدقاءك
بنيتك في الإقلاع حتى يدعموك واستثمر الوقت في الصلاة، وقراءة القرآن، وتلاوة الأذكار؛
فهذا يساعد على تهدئة النفس الأمارة بالسوء.
- اللجوء إلى بدائل صحية: كتناول أطعمة صحية تحافظ
على مستوى السكر في الدم وتقلل من التوتر مثل التمر والفواكه، و
استخدم العلكة
الخالية من السكر أو المسواك كبدائل مؤقتة.
- استثمار رمضان كبداية حياة جديدة: بأن تضع خطة
للإقلاع التام بعد رمضان، واجعل رمضان نقطة التحول والانطلاق.
- تذكر أن جهاد النفس والهوى في رمضان يشمل أيضًا
التخلي عن العادات الضارة، ولا أضر من التدخين
- وقبل الختام عليَّ أن أذكِّرَكَ بما بات معلوما
على المستوى العالمي أن تعاطي التبغ يُعد من العوامل الرئيسية المساهمة في الإصابة
بأمراض تسبب الوفاة المبكرة والإعاقة. وتؤدي الأمراض المرتبطة بالتبغ إلى نفقات
صحية باهظة، لا سيما في أوساط الفقراء، مما يوقع الأسر في دوامة الفقر. ومن الأرجح
أن يكون المدخنون أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي مقارنة بغير المدخنين، بما في
ذلك في البلدان الأكثر ثراءً. وإضافةً إلى ذلك، تلتهم زراعة التبغ مساحات شاسعة من
الأراضي التي يمكن أن تدعم نظم الإنتاج الغذائي المستديم. كما أن إنتاج التبغ
يستنزف موارد حيوية مثل الأراضي والمياه ويحرفها عن مسار الإنتاج الغذائي الصحي.
وبالإضافة إلى ذلك، تلوث تريليونات من أعقاب السجائر البلاستيكية المهملة النظم
البيئية كل عام، مما يزيد من الإضرار بالكوكب.
ومن المعلوم أن دوائر
صناعة التبغ تُواصل تقويض جهود الصحة العامة، وتستهدف الشباب بحملات تسويق شرسة،
وتضغط ضد سياسات مكافحة التبغ، ولذلك فدوائر صناعة التبغ لا تزال تقتل ملايين
الأشخاص سنوياً، كما أن أعباءها الاجتماعية والاقتصادية تتسبب في إرهاق شعوب
بأكملها.
أما الختام: فهذه الفرصة (شهر رمضان) قد جاءتك فريدة من نوعها للإقلاع عن
التدخين نهائيًا، فاستغل الروحانيات والدعم النفسي والاجتماعي خلاله، وابدأ حياة
أكثر صحة ونقاءً.
تعليقات
إرسال تعليق