د. حنان الفياض: جائزة الكتاب العربي أحدث جائزة عربية تغطي خمسة مجالات رئيسة لا تغطيها الجوائز الأخرى
أجرى الحوار: عبد الرحمن هاشم
الدكتورة حنان أحمد عبد الله الفیاض
الخالدي أستاذة جامعية قطرية مشهود لها بالمهارة في تخصصها النحو
والصرف، والهمة والجدية في المناصب التي تولتها، ومنها المستشارة الإعلامية لجائزة
لجائزة الشیخ حمد للترجمة والتفاھم الدولي، والمستشار الثقافي
بوزارة الثقافة والریاضة بقطر، ورئیس قسم اللغة العربیة بجامعة
قطر، وعضو الخطة التشغیلیة للمنظمة العالمیة للنھوض باللغة العربیة، وعضو مجلس
أمناء مدرسة الفلاح الإبتدائیة المستقلة للبنات، وأخيرا المستشارة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي،
وبجانب هذه المشاغل تكتب الرواية والقصة وتقدم البرامج الثقافية بقناة الريان. ولم
تتردد يوما في تلبية نداء الواجب تجاه بلدها قطر ووطنها العربي من الخليج إلى
المحيط.
التقيتها بالقاهرة
وهي تتأهب للمشاركة في ندوة باتحاد كتاب مصر تدور حول التعريف بجائزة الكتاب
العربي وتعقد مساء الثلاثاء 27 مايو الجاري فكان هذا الحديث المتعلق أيضا
بالجائزة..
بداية نود التعريف بجائزة الكتاب العربي متى
نشأت وقصة إنشائها؟
جائزة الكتاب العربي جائزة سنوية مقرها الدوحة، ومدارها
الكتاب المؤلف بالعربية، لتكريم الباحثين ودور النشر والمؤسسات المساهمة في صناعة
الكتاب العربي.
نشأت عام 2023 برعاية كريمة من سمو الأمير الوالد الشيخ
خليفة بن حمد آل ثاني حفظه الله تعالى، ولعل قصتها تعود إلى الرغبة في التكامل مع
جوائز أخرى يرعاها، مثل جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وتهدف إلى خدمة
الكتاب العربي والثقافة العربية بمختلف جوانبها ومجالاتها.
ما آليات الاختيار والتحكيم واختيار الفائز
بها؟
بعد انتهاء فترة تلقي الترشيحات مباشرة، تبدأ عملية الفرز والتقييم
التي تمر بمراحل متعددة:
المرحلة الأولى: تتمثل في اختيار الترشيحات التي تستجيب لشروط
الجائزة، وتشمل:
1. استلام الترشيحات: تجمع كل طلبات الترشح المقدمة إلكترونياً.
2. التدقيق الأولي من قبل إدارة
الجائزة التنفيذية ولجانها العلمية والثقافية، وإجراء فحص دقيق لكل طلب ترشح للتأكد من استيفائه
لجميع الشروط الشكلية والإدارية التي أعلنت عنها الجائزة للدورة الحالية، ويشمل
هذا الفحص:
·
التأكد من أن العمل يقع ضمن الفئة (كتاب مفرد أو إنجاز) والمجال المعرفي والتخصص الدقيق المعلن والمقبول في هذه الدورة.
·
ثم التحقق من استيفاء الشروط العامة (لغة
الكتاب، تاريخ النشر، أصالة العمل، عدم الفوز بجائزة سابقة).
·
التأكد من اكتمال المرفقات والوثائق المطلوبة.
3. يستبعد الفرز الأولي الأعمال التي لا تستوفي أيا من الشروط الأساسية
المعلنة (سواء شروط الأهلية العامة أو شرط الاندراج ضمن التخصصات المحددة للدورة).
4. تحوّل الأعمال المستوفية للشروط والتي تجتاز المرحلة الأولى إلى المراحل
التالية من التقييم والتحكيم المتخصص الذي تقوم به لجان علمية متخصصة في كل مجال
وفئة، لتقييم المحتوى والجودة المعرفية لهذه الأعمال واختيار القوائم الطويلة
والقصيرة وصولا للفائزين النهائيين.
5. إذا كانت هناك تقارير
المحكمين مختلفة حول إحدى المشاركات عرضت على محكم ثالث للتحكيم، ثم ترجّح اللجنة
الفائز بناء على التقارير كلها.
6. هناك معايير دقيقة
للتحكيم وتقدر بأوزان محددة.
وبهذه العملية، تضمن الجائزة أن المراحل المتقدمة من التقييم
والتحكيم تركز فقط على الأعمال التي تنطبق عليها الأطر العامة للجائزة وتستجيب
للمعايير الأساسية المعلنة للدورة المعنية.
وما شروط التقدم لها؟
شروط الترشح تختلف حسب الفئة، فالجائزة لها فئتان: فئة
الكتاب المفرد، وفئة الإنجاز.
شروط الترشح لفئة الكتاب المفرد:
1.
أن يكون الكتاب مؤلَّفًا باللغة العربية، وأن ينتمي
موضوعه إلى أحد المجالات المعرفية للجائزة.
2.
أن يكون الكتاب قد نشر ورقيًّا (وله رقم إيداع دولي)
خلال السنوات الأربع الأخيرة، وألَّا تقل عدد كلماته عن 30 ألف كلمة.
3.
أن يلتزم المؤلف بالضوابط العلمية منهجًا وتوثيقًا، وأن
يشكل الكتاب إضافة نوعية إلى الثقافة العربية.
4.
أن يكون المؤلِّف على قيد الحياة عند الترشح للجائزة.
5.
يقبل الترشح حصرًا من المؤلف، ولا يحق لأي أطراف أخرى
ترشيح كتاب لمؤلف آخر.
6.
لا يحق للمؤلف أن يرشح أكثر من عمل واحد، ولا يمكن
الترشح في فئتي الكتاب المفرد والإنجاز معًا.
7.
تقبل الكتب المشتركة شريطة ألا تكون نتاج مؤتمرات وندوات
جماعية، مع ضرورة موافقة جميع المشاركين في العمل.
وأما شروط الترشح لفئة الإنجاز فأبرزها:
1.
أن
يكون للمترشح (سواءً أكان فردًا أم مؤسسةً) إنتــاج عربــي يتميــز بالجــدة
والأصالة، وأن يشــكل إضافــة إلــى المعرفــة الإنسانية.
- يتوجب على المترشح الالتزام بقوانين الملكية
الفكرية، وتقديم الملفات والوثائق المؤيدة مرفقة مع استمارة الترشح.
- يكون الترشح موقوفا على المترشحين (الأفراد
والمؤسسات)، ولا يقبل أي ترشيح لهم من غيرهم.
- لا يمكن الترشح في فئتي الإنجاز والكتاب المفرد
معًا.
وفي كلا الفئتين يحق
للجائزة:
1.
الاستعانة بالأعمال الفائزة والفائزين في مجالات التعريف
بالجائزة ونشرها.
2.
للجائزة الحق في حجب أي فئة من فئاتها أو تعديل قيمتها،
كما يحق لها سحب الجائزة بعد منحها عند الضرورة.
3.
يجب إتمام الاستمارة الإلكترونية على الموقع الرسمي
حصريًّا، مع إرفاق جميع الملفات المطلوبة.
4.
بعد إتمام الاستمارة الإلكترونية، يجب إرسال نسخة مطبوعة
وموقعة من الاستمارة، مرفقة بثلاث نسخ ورقية من الكتاب المرشح إلى عنوان الجائزة
الآتي:
لوسيل، قطر،
مارينا توين تاورز B، الطابق 28 – مكتب 283، صندوق بريد 36186
ومتى تحجب الجائزة؟
تحجب الجائزة عندما لا تكون هناك مشاركات تستجيب لشروطها
والغرض من إنشائها في تقديم إنتاج معرفي متميّز أو دراسات جادة في العلوم
الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى ما تقرره اللجان العلمية بناء على تقارير
المحكمين العلميين كأن يكون العمل غير أصيل مثلا أو ليس فيه أي تميز أو إضافة إلى
المعرفة الإنسانية أو مجرد كونه تجميعا من هنا أو هناك وتكرارا لكلام آخرين دون أي
إضافة تذكر.
حدثينا عن معايير الشفافية في الجائزة بما
يعزز الثقة فيها؟
كثيرة جدا معايير الشفافية في الجائزة، ولعل أبرزها:
1.
إعلان قواعد المشاركة والترشح بوضوح على موقع الجائزة
الرسمي كالشروط والمدة الزمنية للترشيح وإعلان النتائج وغيرها. وإتاحة المجال
للاستفسار حول الجائزة من خلال البريد الإلكتروني ومنصات الجائزة على صفحات
التواصل الاجتماعي.
2.
تشكيل لجان تحكيم مستقلة وسرية من الخبراء في كل مجال من
مجالات الجائزة، وتعدد المحكمين لكل مشاركة، كل منهم على حدة، ودون معرفة أو ببقية
المحكمين.
3.
اتباع آلية تقييم للمشاركات من خلال نموذج تقييم موحد
يضم المعايير التفصيلية كالأصالة العلمية والمنهجية البحثية وغير ذلك.
4.
تعدد مراحل التقييم وتتابعها، تبدأ بالفرز الأولي وتنتهي
بالترجيح بناء على تقارير المحكمين العلمية.
5.
أيضا تدرج المراحل في التحكيم، تبدأ بعرض الترشيحات ثم
الفرز الأولي، ثم القائمة الطويلة ثم القائمة القصيرة ثم الإعلان النهائي.
6.
الإفصاح عن تضارب المصالح بإلزام المحكمين بكشف أي علاقة
شخصية أو مهنية مع أحد المرشحين، واستبعاد عضو التحكيم عن أي عمل يمكن أن يربطه به
تضارب مصالح.
7.
كذلك تنشر الجائزة التقارير السنوية التي تضم الإحصاءات
بالمشاركات حسب الفئات والبلدان وكل ما يتعلق بالدورة.
8.
التغطية الإعلامية المفتوحة لكل وسائل الإعلام ولكل
مراحل الجائزة بدءا من إعلان افتتاح الدورة وانتهاء بإعلان النتائج في حفل
التكريم. ونشر الفيديوهات الخاصة بها على صفحات الجائزة على وسائل التواصل
الاجتماعي ليطلع عليها الجميع.
وغير ذلك كثير من المعايير التي تجعل الجائزة محل ثقة
المؤلفين والكتاب والمؤسسات التي تعنى بالكتاب العربي وتسعى إلى الارتقاء به إلى
حيث يستحق أن يكون.
من هم أبرز الفائزين فيها على مدار
الدورات السابقة؟
1. في الدورة التأسيسية 2023-2024 لم يكن هناك تحكيم بل
تكريم، كُرّم فيها عدد من أعلام المؤلفين منهم محمد محمد أبو موسى، طه عبد ارحمن،
مصطفى عقيل الخطيب، غانم قدوري الحمد، سعد البازعي، فيحاء عبد الهادي، جيرار
جهامي، أيمن فؤاد سيد، ناصر الدين سعدوني، قطب مصطفى سانو.
2. في الدورة الثانية 2024-2025
في فئة الكتاب المفرد:
-
في مجال الدراسات اللغوية والأدبية: حصل عبد
الرحمن بودرع على المركز الأول عن كتابه "بلاغة التضادّ في بناء الخطاب-
قضايا ونماذج". وحصل محمد عبد الودود أبغش على المركز الثاني عن كتابه
"الأبنية الشرطيّة اللاواقعية- مقاربة لسانية عرفنيّة". وحصل محمد غاليم
المركز الثالث عن كتابه "اللغة بين ملكات الذهن- بحث في الهندسة المعرفية".
-
وفي مجال العلوم الشرعية والدراسات
الإسلامية، فاز الحسان شهيد بالمركز الثاني عن كتابه "رسالة الشافعي: في
السياق والمنهاج والخطاب- دراسة في نظرية المعرفة الأصولية".
-
وفي مجال الدراسات التاريخية حصل الباحث حافظ
عبدولي على المركز الأول عن كتابه "من تريبوليتانيا إلى أطرابلس: المشهد
التعميري خلال العصر الوسيط المتقدّم بين التواصل والتحوّلات"، وحصل يونس
المرابط على المركز الثاني عن كتابه "فتح الأندلس في الاستشراق الإسباني
المعاصر ما بين النفي والإثبات".
-
وفي مجال الدراسات الاجتماعية والفلسفية: حصل
محمد الصادقي على المركز الثاني عن كتابه "الوجود والماهية بين أبي علي ابن
سينا وفخر الدين الرازي". وتقاسم المركز الثالث كل من عبد الرزاق بلعقروز عن
كتابه "الاتصاف بالتفلسف: التربية الفكرية ومسالك المنهج"، ويوسف تيبس
عن كتابه "مفهوم النفي في اللسان والمنطق". وفي فرع علم الاجتماع، حصل
عبد القادر مرزاق على المركز الثاني عن كتابه "الاستعارة في علم اجتماع ماكس
فيبر وزيغمونت باومان".
-
وفي مجال الموسوعات والمعاجم وتحقيق النصوص،
فقد حصل على المركز الثالث محمود العشيري وعبد العاطي الهواري ومحمد البدرشيني عن
كتابهم "الرصيد اللغوي المسموع: قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من
الفصيحة بناء على مدونة محوسبة".
وفي
فئة الإنجاز:
-
في فرع الأفراد: كرّمت الجائزة كلا من: أحمد
المتوكل، ورمزي بعلبكي، وإبراهيم القادري بوتشيش تكريما لإسهاماتهم المتميزة في
مجالاتهم.
-
وفي فرع المؤسسات: مُنحت الجائزة لمعهد
المخطوطات العربية، وكرسي الدكتور عبد العزيز المانع، ودار الكتاب الجديد المتحدة،
تكريما لجهودها في خدمة الكتب العربي.
ما الجديد فيها الذي يجعلها تختلف عن الجوائز
المماثلة؟
تتميز جائزة الكتاب العربي من غيرها من الجوائز الأدبية العربية
بعدة جوانب تجعلها فريدة وذات طابع خاص، أبرزها يكمن في شموليتها وتنوعها واستيعابها
لأنواع من الكتابات تختلف عن الجوائز التي تركز على جانب واحد أو مجال واحد
دون غيره، وكثير منها يركز على الإبداع الأدبي أكثر من النتاج الفكري؛ لذلك
فإن جائزة الكتاب العربي شاملة وتغطي معظم جوانب العلوم الإنسانية والاجتماعية في
خمسة مجالات رئيسة لا تغطيها الجوائز الأخرى، فهي:
1. تركز على الدراسات
اللغوية والأدبية بخلاف الجوائز الأخرى التي تحتفي الأعمال الأدبية كالشعر
والرواية والقصة وغيرها.
2. وأيضا تركز على
الدراسات الشرعية والإسلامية بخلاف الجوائز الأخرى التي غالبا ما تكون في جوائز
مستقلة عن حفظ القرآن أ والحديث، وتكون مستقلة أو منفصلة عن غيرها من المجالات
الأخرى.
3. وكذلك تركز على
الدراسات التاريخية والدراسات الاجتماعية والفلسفية وصناعة المعاجم والموسوعات
وتحقيق النصوص التراثية وغيرها مما يثري الفكر أو يسهم في إحياء كنوز المعرفة
العربية القديمة ويبعث فيها الحياة.
4. والجائزة تخصص في كل
مجال من المجالات ميادين معرفية أو مجالات زمنية للمشاركات ولا تتركها مطلقة، بل
تحددها بما يتوافق وأهداف الجائزة في الإنتاج المعرفي الرصين.
وما يميز الجائزة أيضا أنها تكرم الأفراد والمؤسسات من ذوي البحث
الرصين والإصدارات المتميزة التي تثري المكتبة العربية وتسهم في صناعة مستقبل أكثر
تميزا للفكر والكتاب العربي.
كذلك يميزها القيمة المادية والمعنوية الكبيرة، فالجائزة المادية
التي تمنحها الجائزة أكبر بكثير من تلك التي تمنحها الجوائز الأخرى، وكذلك فإن فوز
أي عمل في أي مجال من مجالات الجائزة أو فئاتها يمنحه قيمة معنوية كبيرة ضمن
الأوساط الأكاديمية والفكرية المتخصصة.
ما استشرافك لمستقبل الجائزة؟
كان لجائزة الكتاب العربي صدى واسع في العالم العربي والإسلامي في
الدورة التأسيسية، وأكبر منه في الدورة الثانية، وعدد المشاركات في هذه الدورة
تضاعفت عن الدورة التي قبلها، واحتلالها لمساحات إعلامية واسعة على الشاشات
والإذاعات والصحف وهذه بلا شك مؤشرات على نجاح الجائزة وتطورها وترسيخ اسمها في
فترة زمنية وجيزة، وسيرها نحو المستقبل بثقة أكبر وطموح أعلى لتحقيق أهدافها في
الوصول بالكتاب العربي إلى المنافسة العالمية بعد إعادة العناية به وتسليط الأضواء
عليه وتحفيز الناس لإنتاج الكتاب النفيس شكلا ومضمونا، وكلي ثقة أن الجائزة ستكون
بعد سنوات ليلة معدودة من أوائل الجوائز على مستوى العالم العربي والدولي. فقد
أنشئت خصيصا للاحتفاء بالتميز والمتميزين، ومن عمل بميدانٍ ما انعكس أثره عليه.
ولا أخفيك أن جائزة الكتاب العربي تطمح إلى أن تكون جسرا بين إرثنا
الحضاري والفكري العربيّ–الإسلاميّ الراسخ ومستقبل الكتاب المشرق، فتبقى امتدادا
له ووصلاً بين البدايات العريقة وآمال الغد المتجدِّد، ساعية إلى فتح آفاق جديدة
أمام صناع الكلمة وقادة الفكر وحاملةً راية التميز في المعرفة والعلم والثقافة
التي لا تنطفئ شمعتها، ولا تخفت شعلتها.
تعليقات
إرسال تعليق