بقلم/ هناء عبد المنعم
عجبا لقطار هذا الجيل يسير بلا إشارات أو محطات، هكذا أغلب هذا الجيل، عقل واحد وفكر واحد ومنطق واحد يتكرر أمامك، وكأن لسان حال كل واحد منهم طفل أو مراهق أو كبير:
- أنا أجري بقطاري وحدي وأنا أحدد محطاتي!
وهو قطار لايعرف غير السرعة، فى علم أو عمل، فى نصيحة أو حكمة، قطار واحد وخيال واسع، واختراق عالم بأكمله، النصائح تلاحقهم لكنهم منطلقون بقطارهم، درجة أولى أو ثانية أو حتى رابعة، لكن المسمى واحد، والشعور واحد!
جيلُ سِمته الواضحة الاستغناء عمَّن يلقنه.. من يحاول التحكم في سرعته أو يسعى لتطوره.. والغريب أنك تشعر أنهم نسخة واحدة مكررة.. جيل كشخص واحد، هو وحده وبنفسه ولنفسه!
ولو انكشف أمامك عن شخص فاشل أو ضعيف أو متمرد ويعلم هو من واقع ذاته أنها تفشل بالفعل أو تضعف وتنزوي بالفعل أو تتفرق وتتشتت بالفعل أو تتمرد وتنحرف بالفعل، يعود إليك ليس متحسرا ولا نادما ولا حتى يعض على يديه من شدة الخجل وإنما يتبجح وهو يحمل رسالة واحدة يعلنا مدوية صارخة:
- إننا جيل القطار، لا رجوع إليكم ولا تقارب منكم، فضلا عن التفاهم.. هذه حياتنا، لا محطات، ولا يمكن أن نضعكم فى الحسبان.
حسرتي على هذا الجيل!
تعليقات
إرسال تعليق