حسن التهامي
تؤدي العلاقات العامة وظيفة حيوية في إدارة الأزمات ضمن المؤسسات والمنظمات، حيث تعتبر الأزمات لحظات حقيقية لاختبار قدرة المؤسسة على التواصل بفاعلية، والحفاظ على سمعتها، واستعادة ثقة الجمهور. تبدأ العلاقات العامة دورها من اللحظة الأولى لحدوث الأزمة، من خلال تحليل الوضع، وتحديد الأسباب، وصياغة الرسائل الملائمة التي يمكن إرسالها للجمهور الداخلي والخارجي بوضوح وشفافية.
يتوقف نجاح العلاقات العامة في إدارة الأزمة على مقدار تجهيز المؤسسة مسبقًا بخطط الطوارئ، وتكوين فريق مختص للتعامل مع المواقف الحرجة. هذا الفريق يلتزم بسرعة التفاعل ويقدم المعلومات الصحيحة في الوقت الملائم لتقليل الشائعات وتجنب انتشار المعلومات الخاطئة. تركز العلاقات العامة أيضًا على الاستفادة من قنوات التواصل الملائمة مثل المؤتمرات الصحفية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، والموقع الرسمي للجهة. في هذه الظروف، ينبغي على العلاقات العامة أن تعتمد نهجًا إنسانيًا في التواصل، يعكس تعاطف المؤسسة مع المتضررين ويبرز التزامها بالمسؤولية الاجتماعية. يجب على المؤسسة متابعة الوضع بعد انتهاء الأزمة عبر التقييم الداخلي، وتعديل السياسات أو الإجراءات التي ساهمت في الأزمات، مما يعزز صورة المؤسسة على المدى الطويل. في النهاية، العلاقات العامة ليست فقط وسيلة لتحسين الصورة، بل تمثل أداة استراتيجية لتأسيس الثقة، وتوجيه الرأي العام، وضمان استمرار المؤسسة حتى في أصعب الأوقات.
تعليقات
إرسال تعليق