تباريح الهوى
شعر/ دلال أرزقي شنينة - الجزائر
بذلتُ كُلَّ حَياتي في هواهُ سُدَى
كم مرَّ من عُمُرٍ ضَيَّعتُه عَدَدا
لكم أموتُ كما الصّحراء من عطشٍ
شوقا لطيفهِمُ كي أقتفيه هُدى
مُنِعتُ يا جنَّةَ الأحبابِ منكِ هوىً
بالله لا تحرميني من هواهُ غَدا
خُذي من العُمُرِ المنسيّ نافلةً
ولتمنحيه إذا جفَّ العِناقُ يَدا
أنا المُّعذَّب في كفّ الحياة ولا
عمرٌ يطاوعني والصَّبر قد نفِدا
أرتابُ في ثقةٍ للشّمسِ من وهجٍ
إذ ليسَ يُذكي جُنونَ الشّعر لو بَرَدا
ما بالُ طَيفِك لا يَرْتادُ ناحِيتي
إذا دنوتُ قليلًا فَرَّ مُبتعدا !
منذُ الرحيل لذاك الورد من لغتي
مازلتُ وحدي بهذا الخوفِ مُتّحدا
جرَّبتُ كلَّ جروحِ الموتِ في جسدي
ماضرَّني غيرُ ذاكَ العيش مُنفردا
أُهدي الحنينَ إلى أطيافِ من رحلوا
كالرُّوح في بَعثها لو خامرت جَسدا
يا نجمةً ألِفتْ دربي وأُغنيَتي
لا تَهْجري أملي لو ضاقَ فيه مدى
أسيرُ في أثرِ العُّشاق مُرتحِلاً
لو عدتُ مُنكسرا.. لا تُخبري أحدا
أخشى شماتةَ من ألقوا بقافِلتي
صُواعَ حاكِمِهمْ حينَ الطَريق بَدا
ولتكتُمي دمعةً لو مُتُّ وابتهجي
فالخُلدُ مَنزلةُ العُشّاقِ والشُّهدا
تعليقات
إرسال تعليق