التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سرديات البورتريهات واستجابة الجماهير


 

بقلم أ.د. عزة شبل محمد

أستاذة اللغويات بكلية اللغات الأجنبية في جامعة أوساكا باليابان

أستاذة اللغويات بكلية الآداب في جامعة القاهرة بمصر

يمثل الكون من حولنا بعوالمه المتعددة مسرحًا كبيرًا سخَّره الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، لعله يُبصر ويُدرك، مما أدى إلى وجود مساحات عديدة ودوائر من السرد والحوار. فالموجودات تمنح الإنسانَ نوعًا فريدًا من السرديات التي تتعدد بتنوع استجابات الجمهور على محور السكون والحركة بدرجات متفاوتة. ولعل تلك الاستجابات ليست قاصرة فقط على الأفراد والجماعات، وإنما تمتد لتصبح سمة من السمات المميزة للشعوب والحضارت عبر الزمن في تعاملهم تجاه العالم.

يشتمل الكون على امتداه واتساعه على صنوف من الموجودات كالجمادات والحيوانات والنباتات والطيور التي تعيش مع الإنسان، مما يخلق نوعًا مائزًا من لغات التعامل معها، فيستطيع الإنسان إدراك تلك اللغات عن طريق حواسه الخمس، السمع، أو البصر، أو اللمس، أو الشم، أو التذوق. ولكل فرد من أفراد تلك الموجودات العديدة والمتنوعة  في العالم البورتريه الخاص به الذي يحمل البصمة الوراثية للنوع، لكنه في الوقت ذاته يتمتع بسمات فريدة، تحكي قصة حياته هو، وتحمل بطاقة هويته وسيرته الذاتية. فليست كل صنوف النباتات أو الحيوانات متطابقة، وليست كل الجبال أو النجوم، أو الكواكب، أو السحب هي هي. فلكلٍّ هويته المتميزة في المكان والزمان، على الرغم من وحدة النوع.

لقد قدَّم فرديناند دى سوسير اللغوي السويسري، مؤسس اللسانيات الحديثة، ورائد علم العلامات، مفاهيم الدال والمدلول والمرجع الخارجي، مشيرًا إلى المدلول بوصفه المفهوم أو الصورة الذهنية المرتبطة بالمرجع الموجود في العالم الخارجي. وقد استمر ذلك المفهوم من بعده حتى الآن، واستقر معه ثبات مفهوم الصورة الذهنية للمرجع الخارجي. فالرموز اللغوية المنطوقة أو المكتوبة، أي (الدال) لكلمة (شجرة)، على سبيل المثال، لها مفهوم ثابت أو صورة ذهنية ثابتة، على الرغم من تعدد المرجع الخارجي الفيزيائي الذي تشير إليه، فكل شجرة تعني ذلك النبات الذي له جذور، وساق، وأوراق. وقد ظلَّ هذا التصور الفلسفي للصورة الذهنية مستقرًا في الدرس اللغوي حتى الآن.   

بينما في الواقع الخارجي، لا يوجد مرجعين خارجيين متطابقين تمام التطابق، إذ لا بد من وجود تمايز بينهما، ومن ثم، لا نستطيع أن نكتفي بمقولة إن للمرجع صورة ذهنية ثابتة بناء على أوجه التشابه، وإنما يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا أوجه الاختلاف، فلكل مرجع خارجي "البورتريه"  الخاص به الذي يحمل سماته المائزة وبطاقة هويته، وسيرته الذاتية عبر الزمن.

ومن الطريف أنه مرَّ بخاطري يومًا، أنه ربما لن أستطيع في يوم من الأيام أن أعود بعد انتهاء عملي إلى بيتي، لن أتمكن من التعرف على مكانه بسهولة، لأنني لاحظت أن العديد من المحال التجارية يغير نشاطه على فترات قصيرة ومتلاحقة، وبصورة تدعو إلى لفت الانتباه، فقلت في نفسي على سبيل المزاح، ربما سيأتي يوم (أتوه) فيه عن بيتي، وأضطر إلى الاستعانة بالأهل أو بأحد الأصدقاء للتعرف على مكانه والعودة إليه سالمة. إنها حركة الأماكن، فالأماكن ليست ثابتة مثلما يتوهم البعض، فهي تتغير وربما تتلاشى، وتتبدل ملامحها، وتتبدل علاقتنا بها، فتحكي لنا سرديات عديدة، منها ما هو واقعي، أو تاريخي، أو أسطوري، وهكذا فطن الشاعر العربي القديم إلى تغير المكان، وعبر عنه في أشعاره بالمقدمات الطللية، والبكاء على آثار الديار.

وفي ظل ذلك التمايز والاختلاف، تتعدد هويات "البورتريهات"، وتتمايز، فمنها على سبيل المثال، بورتريهات الجبال التي توقف عندها الشعراء في قصائدهم، يتحاورون معها، ويسقطون عليها آلامهم، وأحزانهم، ويحمِّلونها طاقات هائلة من المشاعر والانفعالات، مثلما فعل "ابن خفاجة" الأندلسي في قصيدته الرائعة في وصف الجبل، إذ تماهى مع بورتريه الجبل، عندما شعر بالوحدة والأسى لموت أصدقائه ورحيلهم واحدًا تلو الآخر، بينما هو ظل واقفًا شاهدًا على الفراق، يقاسي بمفرده آلام الوحدة. لقد ألهم الجبلُ الشاعرَ  في سردية حوارية، أن يتبادلا الأدوار، فأخذ الشاعر بورتريه الجبل الضخم الثقيل، وأعطى له بورتريه ذاته، فتحول الجبل إلى إنسان، يتحاور معه، وبذلك استطاع الشاعر أن ينسب إليه ما يشاء من أفعال إنسانية وصفات؛ معبرًا عن مأساته لفقد الأهل والأصدقاء.

وإذا كانت تلك الصور المجازية تندرج في علم البلاغة تحت أنماط الاستعارة، وفق علاقات المشابهة، وصور الانحراف عن الحقيقة إلى المجاز، فإنه في ضوء اعتبار أن كل ما في الكون له بورتريه معبِّر، يحمل سيرته الذاتية، فإننا نستطيع أن نفسر تنوع استجابات الجماهير؛ وفق مقبوليتهم، ومقاصدهم، ومدى كفاءتهم في قراءة بورتريهات العالم من حولهم.

ومن هذا المنطلق، نرى على سبيل المثال العديد من البورتريهات لمرجع "الشجرة" في العالم الخارجي، فكل شجرة سردية خاصة بها، وربما سرديات. ولا يقتصر الأمر على الشعراء في قراءة تلك السرديات، وإنما تتسع الدائرة الحوارية لتشمل الجمهور بشكل عام، وفقًا لتعدد سياقات التلقي التي تعكس الحالة الثقافية، والاجتماعية، والشعورية، وغيرها من المتغيرات السياقية.

 فالفلاح تستوقفه بورتريهات أشجاره التي يبذل جهدًا في زراعتها، فتنشأ بينهما سرديات حوارية، بدءًا من نثر بذورها في التربة، ومعاناته في رعايتها، ومرورًا بفرحة الإثمار، ومعاودة رحلة البدء من جديد. ومن ثم فإن البعد الزمني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسرديات الحوارية، وليس هناك مجال للشك في أن جميع الكائنات الحية تتأثر بعلاقتها بالإنسان، بما في ذلك النباتات والأشجار التي تزدهر برعايته لها، وربما تحزن على فراقه، فتذبل وتموت.

ولنأخذ سردية حوارية أخرى وبورتريهًا آخر لنفس الشجرة المثمرة مع عاشق، اعتاد منذ سنوات أن يلتقي بمحبوته عندها، يجلسان تحتها، ويستظلان بأوراقها التي تنمو وتتشابك وتزدهر يومًا بعد يوم، فأصبحت موطنًا لهما، بعد أن نقشا على ساقها لافتةً باسميهما في قلب مستدير، وقاما تحتها بتوقيع اتفاقية ارتباطهما معًا.

وقد تحمل الشجرة ذاتها بورتريهًا آخر، فبعد أن كانت موطنًا للمحبين، ومأوى للعابرين يستظلون بها من حرارة القيظ في الصيف، أو شدة الرياح والأمطار في الشتاء، فإذا بها تقف وحيدة في مكانها، تحيط بها البنايات من كل اتجاه، فيأتي صاحب إحدى البنايات ليقتص منها على هذا الجرم الذي فعلته، بتواجدها بينهم معشر الإنس، فكلما كبرت أوراقها، وطالت سيقانها لتهرب إلى السماء، تاركة لهم تلك البقعة من الأرض، فإذا بيد المعول الهدَّام يكسر فروعها، ويقص أوراقها؛ بحجة أنها تحجب عنه رؤية النور. وبالطبع مثل هؤلاء لا يستطيعون تمييز النور، فقد قضوا عمرهم بائسين في الظلام.

إن المتغيرات الزمانية والمكانية تلعب دورًا كبيرًا في صناعة البورتريهات، وسردياتها الحوارية مع الإنسان. فإذا ما تركنا بورتريهات الجماد، والنبات، وانتقلنا إلى بورتريهات الحيوانات والطيور، يمكننا أن نجد سرديات حوارية متعددة ومتمايزة. فذلك القط الذي وجد نفسه منذ أن كان صغيرًا محاطًا بكل ألوان الدفء والحب والرعاية في أسرة، يلعب مع صغارها، فأصبحت له سرديات حوارية في كل مكان مع أفراد الأسرة، وبمجرد أن مرض، طردوه إلى عالم واسع غريب لا يعرف فيه أحدًا، ونسوا أن كان له فضل عليهم عندما تنبه لرائحة الغاز تملأ البيت، وهم نائمون، فأسرع بإيقاظهم، ولولاه لماتوا جميعًا. أخرجوه بجهلهم إلى عالم لا يجد المأوى والدفء والرعاية، فأصبح هزيلاً تائهًا مشردًًا؛ لتنشأ بينه وبين هذا العالم الواسع سرديات وسرديات، في محاولة يائسة للرجوع  إلى موطنه، أو محاولة بائسة في البحث عن مأوى آمن، لا من لهيب الصيف، وبرودة الشتاء القارصة، وإنما مأوى آمن من أيدى الصبية الذين تجردت أجسادهم من الإنسانية، واقتُلعت من قلوبهم الرحمة، إلى أن مرت به في إحدى الليالي امرأة خمسينية، فتبادلا النظرات، فأدركت من الأنين الذي كان يصدره ذلك الجسد، وخفقان قلبه ما أدركت، وقرأت العلامات التي تركها الزمن على هيئته، من نظرة عينيه الزائغتين، وحركة جسده المتقهقرة إلى الوراء في رعب مخيف يستحي منه حتى العدو قبل الصديق، فأصبح له بروتريهًا مختلفًا عن بورتريهات باقي أفراد جنسه. التقطته السيدة من هذا العالم الواسع، وذهبت به إلى العيادة البيطرية، وهناك نشأت له سرديات حوارية أخرى مع اليد الحانية التي عالجته، تلك الطبيبة التي جعلته يستعيد بعضًا من صحته الجسدية، أما عن صحته النفسية، فقد عادت بالتدريج أفضل مما كانت عليه مع هذه السيدة الحسناء الخمسينية التي أصبح مؤنسًا لها في وحدتها بعد أن تركها أولادها، منشغلين بحياتهم الجديدة، ونشأت معها سرديات حوارية أخرى. وهكذا تتعدد البورتريهات، واستجابات الجماهير نحوها.

ففن البورتريه ليس قاصرًا فقط على بورتريهات الإنسان التي تصنعها ريشة الفنان، وإنما هي بورتريهات نصنعها لأنفسنا، يراها الآخرون، قبل أن نراها نحن بأعيننا. إنه عالم مليء بالسرديات الحوارية، والبورتريهات الناطقة التي نعيش معها، وتعيش معنا في ذلك العالم الواسع الرحيب.

ربما يفتح هذا المقال الباب نحو إعادة التفكير فيما تركه الأدباء حول شعر الطبيعة، وتأمل ما زخرت به كتب البلاغة من مجازات وتشبيهات واستعارات، ومفاهيم الأنسنة، وتراسل الحواس، وغيرها من المصطلحات التي حاولت تأطير العلاقة بين الإنسان والطبيعة من منظور الدرس اللغوي الذي يتأسس على فكرة تجاوز الحقيقة، والانحراف عنها إلى المجاز، في حين يطرح هذا المقال منظورًا آخر يسعى إلى استيعاب تلك المفاهيم في ضوء السرديات التي تقدمها تلك البورتريهات للعالم الذي يعيش فيه الإنسان.

 

تعليقات

  1. "ذلك القط الذي وجد نفسه منذ أن كان صغيرًا محاطًا بكل ألوان الدفء والحب والرعاية في أسرة، يلعب مع صغارها، فأصبحت له سرديات حوارية في كل مكان مع أفراد الأسرة، وبمجرد أن مرض، طردوه إلى عالم واسع غريب لا يعرف فيه أحدًا، ونسوا أن كان له فضل عليهم عندما تنبه لرائحة الغاز تملأ البيت، وهم نائمون، فأسرع بإيقاظهم، ولولاه لماتوا جميعًا. أخرجوه بجهلهم إلى عالم لا يجد المأوى والدفء والرعاية، فأصبح هزيلاً تائهًا مشردًًا؛ لتنشأ بينه وبين هذا العالم الواسع سرديات وسرديات، في محاولة يائسة للرجوع إلى موطنه، أو محاولة بائسة في البحث عن مأوى آمن، لا من لهيب الصيف، وبرودة الشتاء القارصة، وإنما مأوى آمن من أيدى الصبية الذين تجردت أجسادهم من الإنسانية، واقتُلعت من قلوبهم الرحمة، إلى أن مرت به في إحدى الليالي امرأة خمسينية، فتبادلا النظرات، فأدركت من الأنين الذي كان يصدره ذلك الجسد، وخفقان قلبه ما أدركت، وقرأت العلامات التي تركها الزمن على هيئته، من نظرة عينيه الزائغتين، وحركة جسده المتقهقرة إلى الوراء في رعب مخيف يستحي منه حتى العدو قبل الصديق، فأصبح له بروتريهًا مختلفًا عن بورتريهات باقي أفراد جنسه. التقطته السيدة من هذا العالم الواسع، وذهبت به إلى العيادة البيطرية، وهناك نشأت له سرديات حوارية أخرى مع اليد الحانية التي عالجته، تلك الطبيبة التي جعلته يستعيد بعضًا من صحته الجسدية، أما عن صحته النفسية، فقد عادت بالتدريج أفضل مما كانت عليه مع هذه السيدة الحسناء الخمسينية التي أصبح مؤنسًا لها في وحدتها بعد أن تركها أولادها، منشغلين بحياتهم الجديدة".. رائعة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالصور.. اليوم التعريفي لصيدلة "مصر للعلوم والتكنولوجيا"

  عقدت كلية الصيدلة والتصنيع الدوائي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فعاليات (اليوم التعريفي للطلاب الجدد orientation day) تحت رعاية  خالد الطوخي رئيس مجلس الأمناء والدكتور نهاد المحبوب القائم بعمل رئيس الجامعة والدكتورة رحاب عبدالمنعم عميد كلية العلوم الصيدلية والتصنيع الدوائي. وشهدت الفعاليات حضور  الدكتورة مها عيسي وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتورة ولاء حمادة وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب ومدير وحدة ضمان الجودة بالكلية؛ وحضور رؤساء الأقسام بالكلية وأعضاء من هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والدكتور الحسيني الجندي رئيس قسم العقاقير ومقرر لجنة رعاية الطلاب، والدكتورة ندى لبيب؛ عميد المكتبات ومستشار رئيس مجلس الأمناء. وقام أعضاء الاتحاد العام لطلاب كلية العلوم الصيدلانية والتصنيع الدوائي بعرض الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الاتحاد واللجان المختلفة، فضلا عن  تكريم الأوائل من الطلاب بكل دفعة بلائحة pharm D ولائحة pharm D clinical بجائزة شهادة  الدكتورة سعاد كفافي للتفوق العلمي، وأخيرا تكريم اللجنة المنظمة لفعاليات الاحتفالية. يذكر أن الفعاليات ...

شهادة لا يجب أن تُؤجل

بقلم/ فاطمة صابر ردًا على منشور قديم نُشر عن د. أنس عطية، وما زال أثره حيًا، أحب أقول: نعم، الكلمات التي كُتبت آنذاك عن د. أنس، أنا لم أقرأها فقط، بل عشتها. في سنة واحدة فقط، في مقرر واحد، شعرت كأنني أمام شخصية أب… رغم قلقي وخوفي في البداية، إلا أن تعامله العميق وأسلوبه الطيب احتواني، فشعرت بالأمان… الأمان الذي لا يُمثَّل، بل يُعاش. ولكن في زحمة الكلمات، هناك اسم آخر لا بد أن يُذكر، لا بد أن يُنصف، لا بد أن يُقدّر. اسم حين يُقال، ينحني له القلب قبل القلم… د. حنان شكري. قد أبدو لكم فتاة صامتة، لا تُكثر الكلام، وهذا صحيح… لكنني لست صامتة داخليًا. عقلي يعمل أكثر مما يظهر، ومشاعري تنبض من عمق لا يعرفه إلا القليل، ومن هذا العمق أكتب اليوم. د. حنان شكري ليست مجرد وكيلة لكلية، ولا حتى مجرد دكتورة… هي نموذج نادر من البشر، إنسانة تؤدي عملها كأنها تؤدي عبادة، وكأن التعليم أمانة كُتبت في رقبتها، لا تفرّط فيها مهما كانت التكاليف. رأيت فيها مثالًا لإنسان لا يسعى للمنصب، بل يسعى للصدق. لا تؤدي واجبها، بل تعيشه. لا تنتظر التقدير، بل تزرعه في الآخرين. هي لا تعمل كإدارية، بل كقائدة حقيقية، وكأنها تظن أ...

رأس المال الاجتماعي للمرأة

بقلم/ دلال عبد الحفيظ تحاول العديد من منظمات المجتمع المدني تبني إستراتيجيات تنموية من شأنها القيام بدور بارز في التحول من أهداف تحسين الحياة النوعية للنساء والحرفيات إلى تعزيز الميزة التنافسية والصورة الذهنية لمنظمات الأعمال والمستثمرين ورجال الأعمال من جماعات المصالح ذات الشراكات المتبادلة مع الشركات والمؤسسات المعنية.  لذا، كان لزامًا اتجاه مؤسسات الأعمال نحو تدريب المنتجين على مضاعفة الصادرات، وزيادة عدد ونوع عملاء المنظمة، والانفتاح الواسع علي الأسواق العالمية المتطورة، وتعزيز شراكات العمل، ومن ثم تجسيد الارتباط بين قوة رأس المال الاجتماعي من جانب وبين تنمية شبكة الأعمال الدولية، وترويج العلامة التجارية لمنظمات المجتمع المدني، وتنمية رأس المال الإنساني لصغار المنتجين. ونستعرض في السطور الآتية بعض النماذج التطبيقية الناجحة لاتباع مثل هذه المبادرات الجامعة بين المزيجين النظري والعملي؛  فبالتطبيق علي مؤسسة CHOL-CHOL التشيلية، جاءت مبادرة توظيف النساء الحرفيات في إنتاج منسوجات عالية الجودة بالأنماط التقليدية والشعبية القديمة لمواطني مدينة"مابوتشو"، وارتكزت الإستراتيجية على ج...