بقلم/ د. نجلاء الورداني
شهدت الآونة الأخيرة تزايدًا مقلقًا في جرائم الاحتيال الإلكتروني عبر تطبيق "واتساب"، حيث يعتمد المحتالون على حيلة ماكرة تتمثل في الاستيلاء على حسابات المستخدمين وانتحال شخصياتهم للتواصل مع الأصدقاء والمعارف وطلب مبالغ مالية عاجلة بذريعة التعرض لأزمات طارئة.
وقد رُصدت مؤخرًا واقعة كشفت خطورة هذا الأسلوب، حين تلقى عدد من الأشخاص رسائل من صديق مقرب يطلب مساعدات مالية عاجلة، ليكتشفوا لاحقًا أن الحساب قد تعرض للاختراق، وأن المرسل الحقيقي لم يكن سوى محتال استغل الثقة بين الضحية وأصدقائه لسرقة أموالهم. ويحذر خبراء أمن المعلومات من أن الخطر لا يقف عند حدود الاستيلاء على الأموال فقط، بل يمتد إلى استغلال البيانات الشخصية الموجودة في المحادثات لممارسة الابتزاز أو تنفيذ عمليات نصب أخرى.
ويرى مختصون في الجرائم الإلكترونية أن ضعف إجراءات الحماية، مثل إهمال تفعيل خاصية التحقق بخطوتين على واتساب، يمنح المجرمين فرصة ذهبية لاختراق الحسابات والسيطرة عليها، مشددين على أن الوقاية تبدأ بالوعي واستخدام أدوات الحماية المتاحة. وينصح الخبراء بعدم إرسال أي مبالغ مالية استنادًا إلى رسائل مكتوبة فقط، بل ضرورة التأكد عبر اتصال صوتي أو لقاء مباشر من هوية المرسل، مع أهمية الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه داخل التطبيق، إلى جانب نشر الوعي بين أفراد العائلة والأصدقاء، خاصة الفئات الأكبر سنًا التي تعد الأكثر عرضة للاستهداف.
وتؤكد هذه الحوادث أن الاحتيال لم يعد حكرًا على الأساليب التقليدية، بل أصبح أكثر تطورًا وخطورة بفضل ما توفره التكنولوجيا من أدوات ووسائل، الأمر الذي يستدعي يقظة مجتمعية وتشديدًا في إجراءات الوقاية لحماية الأفراد من الوقوع في شراك عصابات النصب الإلكتروني.
تعليقات
إرسال تعليق