بقلم/ عبد الرحمن هاشم
استيقظ أحمد قبل الفجر بساعة، على غير عادته، كأن أحدًا يهزه ويهمس في أذنه: قم فلبِّ النداء!
لم يقاوم، ارتدى ملابسه على عجل، حمل حقيبته، وكتب استقالته بخط مرتجف ثم غادر القرية السياحية في مرسى علم متجهًا إلى المطار. كان كل شيء ينقاد له على غير عادة: وجد مكانًا شاغرًا في الطائرة كأن القدر أزاح صاحبه جانبًا، وتجاوز الإجراءات بسهولة غريبة، حتى بدا له أن قوة خفية تمهّد له الطريق خطوة خطوة.
نسي راتبه الذي ينتظره، وتناسى غربته التي اعتادها، بل وأغفل نزوة قلبه الجديدة مع إحدى السائحات. لم يبق في داخله إلا صورة واحدة تملأ عينيه: وجه انشراح، جالسة بإسدالها الأخضر على سجادة الصلاة، تتلو دعاءها في خشوع!
وكلما طاف بخاطره طيف السائحة، برزت أمامه صورة زوجته، شفتاها تتحركان في ابتهال صادق، كأنها تحميه من السقوط في هوة بلا قرار.. كان يشعر في أعماقه أن كل خطوة تقربه أكثر من حضنٍ لم يعرف مثل دفأه منذ رحيله غير المدروس.
https://alalamalyoumnews.blogspot.com/2025/09/blog-post_30.html?sc=1757230652777#c3247151329842461842
ردحذف