التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحب الثاني... لعنة أم إنذار؟

 


بقلم المستشارة/ شيماء سحاب

المحامية بالنقض

إن إهمال الزوجة لزوجها قد يكون الشرارة الأولى التي تشعل نيران الانفصال العاطفي، وتفتح الباب لامرأةٍ أخرى تدخل حياته، فتكون البداية لانهيار بيتٍ كان عامرًا. فالزوجة وحدها بيدها أن تبني أو تهدم.

كثير من الزيجات تبدأ عن اقتناعٍ وحبٍّ، لكنها سرعان ما تتآكل مع الوقت، خاصة بعد قدوم الأطفال، حين تترك الزوجة عالم الزوج لتغرق في تفاصيل الأمومة والتربية، ويغدو الزوج آخر اهتماماتها. في تلك اللحظة يبدأ العد التنازلي للعلاقة، ويشعر الزوج أنه فقد مكانه في قلب شريكته.

يبحث الرجل عن الدفء المفقود بطرقٍ شتى؛ يسهر خارج البيت، يفرّ إلى العمل ساعاتٍ طويلة، أو ينسحب تدريجيًا من بيته إلى فراغٍ عاطفيٍّ لا يُحتمل. ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن “البديل”... امرأةٌ جديدة تُشعره بأنه ما زال مرغوبًا، تُنصت إليه وتُنعشه بكلماتٍ كان ينتظرها من زوجته.

وقد تكون هذه العلاقة الجديدة طريقًا إلى زواجٍ ثانٍ يظنه الرجل خلاصًا من ألمه، وقد تكون مجرد انزلاقٍ نحو متعةٍ محرّمة تُهدر فيها الأموال والكرامة. وفي الحالتين، تبقى النتيجة واحدة: أسرةٌ تتصدّع، وأطفالٌ يدفعون الثمن.

لهذا، تبقى النصيحة للزوجات جميعًا:
لا تتركي زوجك فريسةً للفراغ أو للنساء المتربصات. اقتربي منه دائمًا، كوني له الحبيبة والصديقة والزوجة والأم. اجعليه يشعر أن البيت هو المرفأ الآمن لا السجن.
سعادتك معه تنعكس على بيتك وأولادك. وغيابك عنه لا يهدد علاقتكما فحسب، بل يهدد كيان أسرتك بالكامل.

كوني له كما قيل قديمًا: "كوني لزوجك أمةً يكن لك عبدًا".
ليس في ذلك ذلٌّ ولا استسلام، بل ذكاء أنثويٌّ راقٍ يعرف متى يحتضن ومتى يصمت ومتى يضيء دفءَ البيت الذي لن يسكنه غيرك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهادة لا يجب أن تُؤجل

بقلم/ فاطمة صابر ردًا على منشور قديم نُشر عن د. أنس عطية، وما زال أثره حيًا، [انظر الرابط: https://alalamalyoumnews.blogspot.com/2024/02/blog-post_67.html ] أحب أقول: نعم، الكلمات التي كُتبت آنذاك عن د. أنس، أنا لم أقرأها فقط، بل عشتها. في سنة واحدة فقط، في مقرر واحد، شعرت كأنني أمام شخصية أب… رغم قلقي وخوفي في البداية، إلا أن تعامله العميق وأسلوبه الطيب احتواني، فشعرت بالأمان… الأمان الذي لا يُمثَّل، بل يُعاش. ولكن في زحمة الكلمات، هناك اسم آخر لا بد أن يُذكر، لا بد أن يُنصف، لا بد أن يُقدّر. اسم حين يُقال، ينحني له القلب قبل القلم… د. حنان شكري. قد أبدو لكم فتاة صامتة، لا تُكثر الكلام، وهذا صحيح… لكنني لست صامتة داخليًا. عقلي يعمل أكثر مما يظهر، ومشاعري تنبض من عمق لا يعرفه إلا القليل، ومن هذا العمق أكتب اليوم. د. حنان شكري ليست مجرد وكيلة لكلية، ولا حتى مجرد دكتورة… هي نموذج نادر من البشر، إنسانة تؤدي عملها كأنها تؤدي عبادة، وكأن التعليم أمانة كُتبت في رقبتها، لا تفرّط فيها مهما كانت التكاليف. رأيت فيها مثالًا لإنسان لا يسعى للمنصب، بل يسعى للصدق. لا تؤدي واجبها، بل تعيشه. لا تنتظر...

رأس المال الاجتماعي للمرأة

بقلم/ دلال عبد الحفيظ تحاول العديد من منظمات المجتمع المدني تبني إستراتيجيات تنموية من شأنها القيام بدور بارز في التحول من أهداف تحسين الحياة النوعية للنساء والحرفيات إلى تعزيز الميزة التنافسية والصورة الذهنية لمنظمات الأعمال والمستثمرين ورجال الأعمال من جماعات المصالح ذات الشراكات المتبادلة مع الشركات والمؤسسات المعنية.  لذا، كان لزامًا اتجاه مؤسسات الأعمال نحو تدريب المنتجين على مضاعفة الصادرات، وزيادة عدد ونوع عملاء المنظمة، والانفتاح الواسع علي الأسواق العالمية المتطورة، وتعزيز شراكات العمل، ومن ثم تجسيد الارتباط بين قوة رأس المال الاجتماعي من جانب وبين تنمية شبكة الأعمال الدولية، وترويج العلامة التجارية لمنظمات المجتمع المدني، وتنمية رأس المال الإنساني لصغار المنتجين. ونستعرض في السطور الآتية بعض النماذج التطبيقية الناجحة لاتباع مثل هذه المبادرات الجامعة بين المزيجين النظري والعملي؛  فبالتطبيق علي مؤسسة CHOL-CHOL التشيلية، جاءت مبادرة توظيف النساء الحرفيات في إنتاج منسوجات عالية الجودة بالأنماط التقليدية والشعبية القديمة لمواطني مدينة"مابوتشو"، وارتكزت الإستراتيجية على ج...

رسالة دكتوراة توصي بالتوطين المحلي لصناعة السيارات

حصل الباحث محمد جمال عبد الناصر؛ المدرس المساعد بقسم إدارة الأعمال، بكلية التجارة جامعة عين شمس على درجة دكتور الفلسفة في إدارة الأعمال؛ مع التوصية بتداول الرسالة مع الجامعات الأخرى، وذلك عن رسالته بعنوان "توسيط المسئولية الاجتماعية والتسويق الأخضر في العلاقة بين أخلاقيات الشركات المدركة والولاء للعلامة (دراسة ميدانية)" وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور عبد القادر محمد، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة المنصورة وعميد كلية التجارة جامعة المنصورة الجديدة" رئيسًا "، والدكتورة جيهان عبد المنعم، أستاذ التسويق بكلية التجارة ، ومستشار نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة" مشرفًا"، والدكتورة عزة عبد القادر، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس" عضوًا"، والدكتورة حنان حسين، مدرس إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس" مشرفًا مشاركًا". وأجرى الباحث دراسته بالتطبيق على المشتركين في مبادرة تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة، موصيًا  بأهمية العمل على زيادة المكون المحلي في السيارات داخل مبادرة الإحلال؛ بما...