التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاقتصاد الأخضر داخل الأسرة… طريقنا نحو مستقبل مستدام


بقلم/ د. إيمان شاهين

لم يعُد الاقتصاد الأخضر مجرّد حديثٍ عن البيئة، بل أصبح منهجًا متكاملًا للحياة، يربط بين ترشيد الاستهلاك، وصون الموارد، وتحقيق الرفاه للأسرة والمجتمع في آنٍ واحد.

فالبيت هو اللبنة الأولى في بناء الاستدامة، وربة الأسرة هي القائد الحقيقي الذي يصنع التغيير من داخل الجدران، حين تُحوِّل الوعي إلى سلوكٍ يوميٍّ، والاهتمام بالبيئة إلى أسلوب حياة.

ولكي تتحقق هذه الرؤية، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات العملية البسيطة ذات الأثر الكبير:

أولًا: حدّدي احتياجاتك بدقة

تجنّبي الشراء العشوائي، وضعي قائمة بالمطلوب قبل الخروج إلى السوق، فالتخطيط الواعي يمنع الإسراف، ويحافظ على المال والغذاء معًا.

ثانيًا: وفّري في استهلاك الطاقة والمياه

أطفئي الأنوار غير الضرورية، واستخدمي المصابيح الموفِّرة للطاقة، ولا تتركي الصنبور مفتوحًا أثناء الاستخدام، فكل قطرةٍ موفَّرة تسهم في حماية كوكبنا.

ثالثًا: اجعلي من المخلّفات موارد جديدة

فكثيرٌ مما نُلقيه يمكن أن يُعاد توظيفه؛ كالبرطمانات الزجاجية، وبقايا الأقمشة التي يمكن تحويلها إلى مفارش أو أدوات منزلية جميلة. هكذا نُقلّل النفايات ونُبدع في الوقت نفسه.

رابعًا: ادعمي المنتج المحلي والمشروعات الصغيرة

عندما تختارين منتجاتٍ مصنوعة بأيدي سيداتٍ من محيطك، فأنتِ لا تدعمين فقط جهدهن، بل تُسهمين في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتُشاركين بفاعلية في بناء دورة الاقتصاد الأخضر.

خامسًا: ازرعي في بيتك ولو نبتة صغيرة

الزرع في الشرفة أو على سطح المنزل يمنح البيت حياةً ونقاءً، ويُعلّم الأبناء معنى الارتباط بالطبيعة وأهمية الحفاظ عليها.

سادسًا: قلّلي استخدام البلاستيك

واستبدليه بالزجاج أو الأدوات القابلة لإعادة الاستخدام، فكل خطوةٍ صغيرة في هذا الاتجاه تُحدث فرقًا كبيرًا للبيئة.

سابعًا: ازرعي في أبنائك الوعي والمسؤولية البيئية

شاركيهم في فرز القمامة، واغرسي فيهم عادة الاقتصاد في المياه والطاقة، فالأجيال الواعية هي ضمان المستقبل المستدام.

إن الاقتصاد الأخضر ليس ترفًا، بل هو طريق الحياة الواعية، التي تُحقق التوازن بين احتياجات الإنسان وحقوق البيئة، لتبقى الأسرة نواةَ التنمية ومصدرَ الأمل في مستقبلٍ أفضل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهادة لا يجب أن تُؤجل

بقلم/ فاطمة صابر ردًا على منشور قديم نُشر عن د. أنس عطية، وما زال أثره حيًا، [انظر الرابط: https://alalamalyoumnews.blogspot.com/2024/02/blog-post_67.html ] أحب أقول: نعم، الكلمات التي كُتبت آنذاك عن د. أنس، أنا لم أقرأها فقط، بل عشتها. في سنة واحدة فقط، في مقرر واحد، شعرت كأنني أمام شخصية أب… رغم قلقي وخوفي في البداية، إلا أن تعامله العميق وأسلوبه الطيب احتواني، فشعرت بالأمان… الأمان الذي لا يُمثَّل، بل يُعاش. ولكن في زحمة الكلمات، هناك اسم آخر لا بد أن يُذكر، لا بد أن يُنصف، لا بد أن يُقدّر. اسم حين يُقال، ينحني له القلب قبل القلم… د. حنان شكري. قد أبدو لكم فتاة صامتة، لا تُكثر الكلام، وهذا صحيح… لكنني لست صامتة داخليًا. عقلي يعمل أكثر مما يظهر، ومشاعري تنبض من عمق لا يعرفه إلا القليل، ومن هذا العمق أكتب اليوم. د. حنان شكري ليست مجرد وكيلة لكلية، ولا حتى مجرد دكتورة… هي نموذج نادر من البشر، إنسانة تؤدي عملها كأنها تؤدي عبادة، وكأن التعليم أمانة كُتبت في رقبتها، لا تفرّط فيها مهما كانت التكاليف. رأيت فيها مثالًا لإنسان لا يسعى للمنصب، بل يسعى للصدق. لا تؤدي واجبها، بل تعيشه. لا تنتظر...

رأس المال الاجتماعي للمرأة

بقلم/ دلال عبد الحفيظ تحاول العديد من منظمات المجتمع المدني تبني إستراتيجيات تنموية من شأنها القيام بدور بارز في التحول من أهداف تحسين الحياة النوعية للنساء والحرفيات إلى تعزيز الميزة التنافسية والصورة الذهنية لمنظمات الأعمال والمستثمرين ورجال الأعمال من جماعات المصالح ذات الشراكات المتبادلة مع الشركات والمؤسسات المعنية.  لذا، كان لزامًا اتجاه مؤسسات الأعمال نحو تدريب المنتجين على مضاعفة الصادرات، وزيادة عدد ونوع عملاء المنظمة، والانفتاح الواسع علي الأسواق العالمية المتطورة، وتعزيز شراكات العمل، ومن ثم تجسيد الارتباط بين قوة رأس المال الاجتماعي من جانب وبين تنمية شبكة الأعمال الدولية، وترويج العلامة التجارية لمنظمات المجتمع المدني، وتنمية رأس المال الإنساني لصغار المنتجين. ونستعرض في السطور الآتية بعض النماذج التطبيقية الناجحة لاتباع مثل هذه المبادرات الجامعة بين المزيجين النظري والعملي؛  فبالتطبيق علي مؤسسة CHOL-CHOL التشيلية، جاءت مبادرة توظيف النساء الحرفيات في إنتاج منسوجات عالية الجودة بالأنماط التقليدية والشعبية القديمة لمواطني مدينة"مابوتشو"، وارتكزت الإستراتيجية على ج...

رسالة دكتوراة توصي بالتوطين المحلي لصناعة السيارات

حصل الباحث محمد جمال عبد الناصر؛ المدرس المساعد بقسم إدارة الأعمال، بكلية التجارة جامعة عين شمس على درجة دكتور الفلسفة في إدارة الأعمال؛ مع التوصية بتداول الرسالة مع الجامعات الأخرى، وذلك عن رسالته بعنوان "توسيط المسئولية الاجتماعية والتسويق الأخضر في العلاقة بين أخلاقيات الشركات المدركة والولاء للعلامة (دراسة ميدانية)" وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور عبد القادر محمد، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة المنصورة وعميد كلية التجارة جامعة المنصورة الجديدة" رئيسًا "، والدكتورة جيهان عبد المنعم، أستاذ التسويق بكلية التجارة ، ومستشار نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة" مشرفًا"، والدكتورة عزة عبد القادر، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس" عضوًا"، والدكتورة حنان حسين، مدرس إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس" مشرفًا مشاركًا". وأجرى الباحث دراسته بالتطبيق على المشتركين في مبادرة تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة، موصيًا  بأهمية العمل على زيادة المكون المحلي في السيارات داخل مبادرة الإحلال؛ بما...