بقلم الأستاذ عماد خضر
قد يتعرض بعض الناس لحالات من القهر؛ فمنهم من يولد في ظل محتل غاصب لبلاده، ومنهم من تقهره ضغوط الحياة المختلفة، ومنهم من تقهره أحوال اجتماعية معينة، كما أن منهم من يقهره صاحب العمل، وغير ذلك من مظاهر القهر.
وتختلف النفوس في قبولها للقهر أو رفضها له؛ فهناك نفوس تري استحالة تغيير واقعها المؤلم المخزي فتستسلم له ثم تستسيغه فيصبغها بصبغته فلا تستطيع إدراك معني الحق أو العدل بل ولاتعترف بوجوده أو حتميته، وقد يتطور موقفها من القيم فتعادي من يؤمنون بها ويدافعون عنها وينادون بها.
وقد يبدو هذا العداء كأنه كراهية المختلف أو المعارض لكنه في حقيقته كراهية لمن يذكرهم بعجزهم ونقصهم وخزيهم.
أما النفوس الأبية فتظل ترفض القهر حتي وإن كانت لا تستطيع تغييره إلا في ضمائرها مثل ما قرأنا في سيرة بلال بن رباح الذي ظل محافظا علي حرية اعتقاده رغم كل ألوان العذاب الذي تعرض له.
ومثل ما نري بأعيينا من أهل غزة الذين يعلمون العالم أن البطولة ليست فقط في كتب التاريخ فهم يجسدونها حقيقة جلية دون الحاجة إلي مزيفي التاريخ الذين يصورون الأقزام أبطالا.
فهم يثبتون للجميع أن العزة مسئولية فردية، وأن الذل ليس له ما يبرره.
فاعتبروا يا أولي الأبصار.
تعليقات
إرسال تعليق