أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
أستاذ الدراسات الإيرانية
لاشك أن تكتم إيران نتائج التحقيق في حادث الطائرة المروحية الذي أدى إلى وفاة عدد من العناصر الهامة في السياسة الخارجية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، فضلا عن عدم إفشاء التوقعات حول المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، وما يقترن به من تغيير سياسي في الفترة القادمة، إلا أن دراسة الأوضاع الحالية في إيران تشير إلى نية القائمين على الأمور إبتداء من مجلس خبراء الزعامة ومجلس الشورى الإسلامي ومجلس الأمن القومي وقيادة جيش حراس الثورة، مع التواصل المستمر مع زعيم النظام آية الله العظمى خامنئي تحمل كثيرا من التكهنات التي يتصدرها التغيير في السياسة الخارجية، خاصة مع دول التحالف الغربي التي ترفض وجود علاقات طبيعية بين إيران ودول المنطقة، خاصة مع الدعم الذي تقدمه إيران للمنظمات الفلسطينية التي تفشل خطة إسرائيل، وهو ما أدى بإسرائيل إلى أن تعدل قانون عدم تعمير المناطق المتطرفة التي تحكمها في الضفة الغربية والتي كانت قد منعت إنشاء المساكن فيها!
إن الوفود العربية التي حضرت التعزية في وفاة رئيس الجمهورية الإيراني ومرافقيه قد آثرت تأثيرا إيجابيا على إيران في زيادة مستوى العلاقات والمعاملات والتفاهم معها ، والتي فهمت منها إيران أن سياسة الرئيس الشهيد من أفضل السياسات التي إتبعتها إيران في إعتبار الدول العربية والإسلامية أقرب صديق لها، خاصة مع إزالة تأثير ما يروج له التحالف الغربي حول مطامع إيران في العالم العربي!
تعليقات
إرسال تعليق