أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
إن ما يفعله المصريون في مجال التعامل مع بعضهم البعض أو مع غيرهم يحكمه فلسفة واحدة عميقة عمق عراقة الأصل المصري، وتقوم هذه الفلسفة على أساس "فرش البساط"، وهو علامة على الكرم المصري الناتج من روح الخير التي منحها الله سبحانه لمصر.
فرش البساط وراءه حكمة خالدة هي البدء بالإحسان لاختبار الآخرين!
وتأتي الخطوة الثانية في الملاحظة الدقيقة لمن جلس عليه من خلال اختبار لما يحب وما يكره، فإن كان متوافقا مع المصريين زادوا من كرمهم، وإن لم يتفق تكون الخطوة الثانية بسحب البساط تدريجيا! أما الخطوة الرابعة فهي المواجهة حسب قوة الآخر!
لقد بدأ مينا بتلك الفلسفة في توحيد القطرين، وهي نفس الفلسفة التي وصل بها المصريون القدماء إلى بلاد بونط، وهو ما تعامل به المصريون مع الأجانب ولو كانوا محتلين!
إن ما فعله الرئيس السيسي مع إسرائيل وأمريكا وإيران طبيعي من خلال فلسفة التعامل المصرية، وهو نفس ما فعله الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات، وما فعله الرئيس مبارك مع إيران!
لأن فلسفة مصر تجري في عروقهم بغض النظر عن أدوات التنفيذ؛ فتلك متعلقة بالظروف التي تمر بها البلاد!
الغريب أنه ما استطاع أحد من الأجانب أن يفهم هذه الفلسفة إلا من استقر في مصر وتزوج من أهلها كسليمان باشا الفرنساوي، وأسرة محمد علي!
تعليقات
إرسال تعليق