كتب مصطفى أحمد:
وقع أقدام ليلة العيد يبدو واهنا مؤلما جافا فى عينى "سيد الصغير" الممتلئتين بالدموع، بينما الدخان يفترش جفنيه ويداعب وجهه ويملأ صدره.
وقد كشفت أمه عن صدرها لترضع أخيه وتشوى أكواز الذرة فى إحدى حدائق القاهرة المبتهجة بليلة العيد.
حالها كابنها، وأب مبتور الساقين مبغضا للحياة مستسلما لآلامها يقوم بتقشير الذرة.
كلما تصاعد الدخان صحبه عقل الأم إلى كوخها الصغير بجوار ترعة راكدة، ربما شاركت الفئران الأسرة العيش والجياة.
جداره يريد أن ينقض لولا متابعته بالبسيط من الإسعافات الأولية.
الأبناء السبعة بأحذيتهم القديمة وملابسهم الرثة كيف يستقبلون العيد على هذه الحالة؟
بينما هى على هذه الحالة؛ إذا برجل ثري ينزل من سيارته الفارهة قاطعا حبل قلبها وعقلها المنسوجين على كوخها الصغير وبلفظ جاف حاد يطلب أن تشوي له كوزا.
يشمئز من منظرها، ويتساءل في نفسه: كيف خلقت مثل هذه المخلوقات التعسة؟
ولولا رائحة الذرة الشهية التى أسالت لعابه ما جاء إلى ذلك الشبح القابع أمامه.
رمى في حجرها خمسة جنيهات ثم انطلق مسرعا بينما تخرج سيارته دخانا هي الأخرى، سرعان ما تعانق مع دخان الشواء ليصيب وجه المرأة.
تعليقات
إرسال تعليق