بقلم/ د. نجلاء الورداني
لا يمكن اعتبار الملبن مجرد حلوى؛ إنه قطعة من الذاكرة الشرقية، قصة مكتوبة بالسكر والمكسرات، تروي حكايات الأعياد والمناسبات العائلية. خلف غلافه الأبيض الناعم من النشا أو السكر البودرة، يختبئ عالم من الطعم الغني، تمامًا كتحفة فنية تنتظر من يكتشفها.
تذوب حلاوته الطرية في الفم، تاركةً إحساسًا بالبهجة الخالصة. وعندما يمتزج مع عين الجمل أو الفستق، يتحول إلى لوحة متكاملة من النكهات والقوام، حيث يجمع بين نعومته وقرمشة المكسرات التي ترسخ مذاقه في الذاكرة.
الملبن هو حلوى بسيطة وصادقة، لا تتكلف ولا تتصنع. يمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث يحافظ على نفس الطعم الذي عرفه الأجداد، ليمرره إلى الأجيال الجديدة. هذه البساطة هي سر سحره وجاذبيته.
في كل قضمة من الملبن، يكمن شعور بالحنين إلى الأيام الخوالي، وإلى الدفء الذي يرافق المناسبات السعيدة. إنه حلوى تلامس الروح قبل اللسان، وتذكرنا بأن أجمل الأشياء غالبًا ما تكون الأكثر بساطة ونقاءً.
تعليقات
إرسال تعليق