26 - 28 شباط/ فبراير 2025، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة - يعقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمركز الوطني للتأهيل في أبو ظبي، وهو أحد المراكز المتعاونة مع المنظمة بشأن تعاطي مواد الإدمان، حوارًا رفيع المستوى بشأن السياسات، بقصد تعزيز استجابة الصحة العامة لتعاطي مواد الإدمان في الإقليم. وسيحضر هذا الاجتماع، الذي يأتي في إطار المبادرة الرئيسية لمديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي لتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان، الأطرافُ المعنية الرئيسية في المدة من 26 إلى 28 شباط/ فبراير 2025 في فندق فيرمونت باب البحر، بأبو ظبي.
حاجة ماسة إلى تسريع الإجراءات
يواجه إقليم شرق المتوسط مشكلة متزايدة تتمثل في تعاطي مواد الإدمان، مع انتشار تعاطي المواد الأفيونية المفعول على وجه الخصوص. ويرتبط تعاطي مواد الإدمان بطيف من المشكلات الصحية الوخيمة، ومن ذلك زيادة مخاطر الإصابة بحالات الصحة النفسية، وفيروس العوز المناعي البشري/ الإيدز، والتهاب الكبد، والجرعات المفرطة والانتحار. ويشير تقرير المخدرات العالمي لعام 2024 إلى أن 6.7% من سكان الإقليم يُبلِغون عن تعاطي المخدرات، بما يتجاوز المتوسط العالمي البالغ 5.6%، وزاد عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات أكثر من ضعفَيْن منذ عام 1990، ليصل إلى ما يُقدَّر بنحو 3.4 ملايين شخص في عام 2019.
كما أن الفجوة العلاجية في الإقليم متسعة للغاية، إذ لا يتلقى الرعاية اللازمة سوى شخص واحد من كل 13 شخصًا ممن يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد. ويسعى الحوار بشأن السياسات إلى التصدي لتلك الحاجة الملحة، ورسم ملامح الطريق نحو تنفيذ تدخلات أكثر فعالية.
حلول تعاونية من أجل إقليم أوفر صحة
من المقرر أن تركز المناقشات التي سيقودها الخبراء على مدار 3 أيام على تعزيز النُّظُم الصحية، وصياغة سياسات مؤثرة، وتنفيذ برامج مستدامة للتدخل المبكر والحد من الضرر لضمان إدماج علاج تعاطي مواد الإدمان في أُطُر أوسع للرعاية الصحية.
وتشمل الموضوعات التي سيبحثها المشاركون ما يلي:
تعزيز النُّظُم الصحية وزيادة التوافر وإمكانية الوصول من خلال ضمان إتاحة الموارد الكافية والبنية التحتية اللازمة؛
إدماج علاج تعاطي مواد الإدمان في الرعاية الصحية الأولية ومواقع الرعاية الصحية الأخرى؛
وضع سياسات متينة تسترشد بأحدث البيِّنات وأفضل الممارسات وتعطي الأولوية للوقاية والعلاج والتعافي وتحدُّ من الوصم؛
تعزيز الحد من الضرر من خلال توسيع نطاق إتاحة برامج الحد من الضرر للتقليل إلى أدنى حد ممكن من الآثار السلبية لتعاطي مواد الإدمان؛
إدماج المؤشرات الأساسية في نُظُم المعلومات الوطنية الخاصة بالرعاية الصحية والاجتماعية.
رؤية مشتركة لتحقيق التغيير
يقول يوسف الذيب الكتبي، الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل الوطني بأبو ظبي، إن «التصدي لتعاطي مواد الإدمان يتطلب نهجًا تعاونيًّا يربط بين النُّظُم الصحية وأطر السياسات والتدخلات المجتمعية. وهذا الحوار يُعدُّ فرصة حاسمة لمواءمة جهودنا، وتبادل الخبرات، وإيجاد حلول عملية تعزز قدرةَ الإقليم على الاستجابة الفعالة».
وأضافت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قائلةً «علينا التصدي للثغرات الحرِجة في سياساتنا وتشريعاتنا وتقديمنا للخدمات من أجل الوقاية من تعاطي مواد الإدمان، وتعزيز الصحة النفسية، وتمكين أصحاب التجارب المَعيشة، وإشراك المجتمعات المحلية، وتوفير العلاج، وتيسير التعافي. وسنعمل خلال الأيام الثلاثة القادمة على صياغة بيان يحظى بتوافق في الآراء بشأن تنفيذ المبادرة الرئيسية الإقليمية، مُسترشدًا بتجارب العالم الحقيقي وأفضل البيِّنات المتاحة».
الإمارات العربية المتحدة: دولة رائدة في مجال الصحة العالمية
تجسد استضافةُ المركز الوطني للتأهيل لهذا الحوار التزامَ دولة الإمارات العربية المتحدة بالاضطلاع بدور قيادي في مجال الصحة العالمية. ومن خلال تشجيع التعاون الدولي والنهوض بحلول الصحة العامة التقدُّمية، تعزز دولة الإمارات العربية المتحدة رؤيتها لمجتمع أكثر صحة وقدرة على الصمود، وهو المجتمع الذي تكون فيه الوقاية والعلاج والتأهيل عناصر متكاملة لاستراتيجية وطنية شاملة.
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
تكرس منظمة الصحة العالمية جهودها ليتمتع جميع الناس بالعافية، وتسترشد في ذلك بالعلم، وتقود الجهود العالمية وتدعمها من أجل منح الجميع، في كل مكان، فرصةً متكافئة لحياة صحية.
ومنظمة الصحة العالمية، التي أُسِّست في عام 1948، هي السلطة التوجيهية والتنسيقية للصحة العامة داخل الأمم المتحدة التي تربط بين البلدان والشركاء والناس، لتعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الضعفاء - حتى يتمكن الجميع، في كل مكان، من الحصول على أعلى مستوى من الصحة.
ويُعدُّ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ومقرُّه القاهرة، مصر، واحدًا من المكاتب الإقليمية الستة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. ويخدم 21 بلدًا إلى جانب الأرض الفلسطينية المحتلة (بما فيها القدس الشرقية)، ويبلغ مجموع سكان الإقليم نحو 745 مليون نسمة.
نبذة عن المركز الوطني للتأهيل
يدير هذا المركز مكتب بيور هيلث الطبي، ويُعدُّ المركزُ السلطةَ الرائدة في الإمارات في مجال علاج الإدمان. وفي عام 2017، اعترفت المنظمة بالمركز بوصفه مركزًا متعاونًا مع المنظمة.
ومن خلال البحوث والابتكار والشراكات الاستراتيجية، يعزز المركزُ الوطني للتأهيل جهودَ الوقاية والعلاج والتوعية العامة، ويقدم الحلول المسندة بالبيِّنات بالتعاون مع الكيانات الحكومية وشبه الحكومية.
نبذة عن المبادرة الإقليمية الرئيسية
في سبيل تعزيز الدعم المقدم إلى الدول الأعضاء، أطلقت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ثلاث مبادرات رئيسية: (أ) توسيع نطاق الحصول المُنصِف على المنتجات الطبية، (ب) الاستثمار في قوى عاملة صحية مستدامة وقادرة على الصمود، (ج) وتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وتتصدى المبادرات للعقبات والأولويات الرئيسية لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، وهي بمثابة عوامل تسريع الخطة التنفيذية الاستراتيجية للمنظمة لإقليم شرق المتوسط 2025-2028.
وتهدف المبادرة الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان إلى الحد من المراضة والوفيات والتكاليف الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان، من خلال تدخلات الصحة العامة المحددة السياق والمسندة بالبيِّنات في الظروف المستقرة وحالات الطوارئ على حدٍّ سواء.
تعليقات
إرسال تعليق