التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انتشار الثقافة الكورية في الوطن العربي


 

بقلم/ شيماء سالم محمد


 تُعد الثقافة الكورية واحدة من أكثر الثقافات التي أثرت في العالم في السنوات الأخيرة. من خلال الانتشار الواسع للموسيقى الكورية (K-pop)، والدراما (K-dramas)، والأفلام الكورية، أصبح لدى العديد من العرب اهتمام كبير بكل ما يتعلق بهذه الثقافة. هذا الاهتمام لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج لعوامل عدة ساهمت في جعل الثقافة الكورية جزءاً من الحياة اليومية للكثيرين في الوطن العربي.


العوامل المساهمة في انتشار الثقافة الكورية من أبرز الأسباب التي ساهمت في انتشار الثقافة الكورية في الوطن العربي هو الفضاء الرقمي الذي جعل العالم قرية صغيرة. منصات مثل "يوتيوب" و"نتفليكس" ساعدت في عرض الأعمال الفنية الكورية التي لاقت إعجاباً كبيراً في الدول العربية. كما أن ظهور فناني K-pop على الساحة الدولية ونجاحهم في الوصول إلى جمهور عالمي ساهم في تعزيز هذا الانتشار.


 تأثير الموسيقى الكورية (K-pop) في الشباب العربي إن الموسيقى الكورية، خصوصاً K-pop، قد أصبحت جزءاً من حياة الشباب العربي. الفرقة الشهيرة مثل BTS وBLACKPINK حققت نجاحات ضخمة في العالم العربي بفضل أغانيهم المتنوعة والراقصة التي تجمع بين الحداثة والتراث. أسلوبهم المميز في الأداء، والمحتوى الثقافي الذي يتضمن رسائل إيجابية مثل الحب والسلام، جذب إليه العديد من معجبيهم في المنطقة.


الدراما الكورية (K-dramas) وحب العرب للأعمال الدرامية لا يقل تأثير الدراما الكورية في الوطن العربي عن تأثير K-pop. حيث أصبحت الدراما الكورية محط اهتمام العديد من المشاهدين العرب الذين باتوا يتابعون هذه الأعمال بشغف. يُعزى ذلك إلى القصص العاطفية المؤثرة، والأداء التمثيلي الرائع، فضلاً عن التنوع في الموضوعات التي تتناولها هذه الأعمال.


إن تأثير الثقافة الكورية في الحياة اليومية والعادات انتشار الثقافة الكورية لم يقتصر فقط على الموسيقى والدراما، بل تعدى ذلك إلى تأثيرات ملموسة في الحياة اليومية. أصبح العديد من الشباب يتبنى بعض العادات الكورية مثل أسلوب الحياة الصحي، الطعام الكوري مثل الكيمتشي، والأزياء الكورية. حتى أن بعض المطاعم الكورية والمراكز الثقافية بدأت في الظهور في العديد من الدول العربية لتلبية احتياجات هذا الاهتمام المتزايد التحديات والفرص المستقبلية في نشر الثقافة الكورية رغم النجاح الكبير الذي حققته الثقافة الكورية في الوطن العربي، هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا الانتشار في المستقبل، مثل الفروقات الثقافية واللغوية. ومع ذلك، تبقى الفرص عديدة أمام تعزيز هذا التبادل الثقافي من خلال تعزيز التعاون بين الكيانات الثقافية الكورية والعربية، مما سيسهم في التقارب بين الثقافتين في المستقبل.


وفي الختام، تعد الثقافة الكورية واحدة من أبرز الثقافات التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في الوطن العربي. تساهم الموسيقى والدراما الكورية في خلق جسور من التواصل بين الشعوب، كما تفتح المجال أمام فرص جديدة لتبادل المعرفة والفن بين الشرق والغرب. ولعل المستقبل يحمل المزيد من التعاون الثقافي بين العرب والكوريين، مما يعزز الفهم المتبادل ويعمق علاقات الشعوب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالصور.. اليوم التعريفي لصيدلة "مصر للعلوم والتكنولوجيا"

  عقدت كلية الصيدلة والتصنيع الدوائي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فعاليات (اليوم التعريفي للطلاب الجدد orientation day) تحت رعاية  خالد الطوخي رئيس مجلس الأمناء والدكتور نهاد المحبوب القائم بعمل رئيس الجامعة والدكتورة رحاب عبدالمنعم عميد كلية العلوم الصيدلية والتصنيع الدوائي. وشهدت الفعاليات حضور  الدكتورة مها عيسي وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتورة ولاء حمادة وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب ومدير وحدة ضمان الجودة بالكلية؛ وحضور رؤساء الأقسام بالكلية وأعضاء من هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والدكتور الحسيني الجندي رئيس قسم العقاقير ومقرر لجنة رعاية الطلاب، والدكتورة ندى لبيب؛ عميد المكتبات ومستشار رئيس مجلس الأمناء. وقام أعضاء الاتحاد العام لطلاب كلية العلوم الصيدلانية والتصنيع الدوائي بعرض الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الاتحاد واللجان المختلفة، فضلا عن  تكريم الأوائل من الطلاب بكل دفعة بلائحة pharm D ولائحة pharm D clinical بجائزة شهادة  الدكتورة سعاد كفافي للتفوق العلمي، وأخيرا تكريم اللجنة المنظمة لفعاليات الاحتفالية. يذكر أن الفعاليات ...

شهادة لا يجب أن تُؤجل

بقلم/ فاطمة صابر ردًا على منشور قديم نُشر عن د. أنس عطية، وما زال أثره حيًا، أحب أقول: نعم، الكلمات التي كُتبت آنذاك عن د. أنس، أنا لم أقرأها فقط، بل عشتها. في سنة واحدة فقط، في مقرر واحد، شعرت كأنني أمام شخصية أب… رغم قلقي وخوفي في البداية، إلا أن تعامله العميق وأسلوبه الطيب احتواني، فشعرت بالأمان… الأمان الذي لا يُمثَّل، بل يُعاش. ولكن في زحمة الكلمات، هناك اسم آخر لا بد أن يُذكر، لا بد أن يُنصف، لا بد أن يُقدّر. اسم حين يُقال، ينحني له القلب قبل القلم… د. حنان شكري. قد أبدو لكم فتاة صامتة، لا تُكثر الكلام، وهذا صحيح… لكنني لست صامتة داخليًا. عقلي يعمل أكثر مما يظهر، ومشاعري تنبض من عمق لا يعرفه إلا القليل، ومن هذا العمق أكتب اليوم. د. حنان شكري ليست مجرد وكيلة لكلية، ولا حتى مجرد دكتورة… هي نموذج نادر من البشر، إنسانة تؤدي عملها كأنها تؤدي عبادة، وكأن التعليم أمانة كُتبت في رقبتها، لا تفرّط فيها مهما كانت التكاليف. رأيت فيها مثالًا لإنسان لا يسعى للمنصب، بل يسعى للصدق. لا تؤدي واجبها، بل تعيشه. لا تنتظر التقدير، بل تزرعه في الآخرين. هي لا تعمل كإدارية، بل كقائدة حقيقية، وكأنها تظن أ...

رأس المال الاجتماعي للمرأة

بقلم/ دلال عبد الحفيظ تحاول العديد من منظمات المجتمع المدني تبني إستراتيجيات تنموية من شأنها القيام بدور بارز في التحول من أهداف تحسين الحياة النوعية للنساء والحرفيات إلى تعزيز الميزة التنافسية والصورة الذهنية لمنظمات الأعمال والمستثمرين ورجال الأعمال من جماعات المصالح ذات الشراكات المتبادلة مع الشركات والمؤسسات المعنية.  لذا، كان لزامًا اتجاه مؤسسات الأعمال نحو تدريب المنتجين على مضاعفة الصادرات، وزيادة عدد ونوع عملاء المنظمة، والانفتاح الواسع علي الأسواق العالمية المتطورة، وتعزيز شراكات العمل، ومن ثم تجسيد الارتباط بين قوة رأس المال الاجتماعي من جانب وبين تنمية شبكة الأعمال الدولية، وترويج العلامة التجارية لمنظمات المجتمع المدني، وتنمية رأس المال الإنساني لصغار المنتجين. ونستعرض في السطور الآتية بعض النماذج التطبيقية الناجحة لاتباع مثل هذه المبادرات الجامعة بين المزيجين النظري والعملي؛  فبالتطبيق علي مؤسسة CHOL-CHOL التشيلية، جاءت مبادرة توظيف النساء الحرفيات في إنتاج منسوجات عالية الجودة بالأنماط التقليدية والشعبية القديمة لمواطني مدينة"مابوتشو"، وارتكزت الإستراتيجية على ج...