بقلم/ مصطفى أحمد انطلق الأستاذ محمود في طريقه إلى بيته على رصيف متهالك في منطقة الوايلي عائدا من عمله وهو يأكل رغيفا محشوا بالفلافل مرتديا ملابس بسيطة مثل الشارع الذي يسير فيه. تضرب أشعة الشمس الدافئة في فصل الشتاء ظهره ويلاطم الهواء البارد وجهه مودعا كل ذكرياته غير مكترث بشيء ولا يشعر إلا بقدمين تسيران متناسيا كل الأمور والهواجس. ينظر إلى السيارات عن يساره والمحلات عن يمينه، وفجأة يجلس على مقهى لينعم بكوب من الشاي الأسود. لا يجد إلا عددا من العجائز يدخنون الأرجيلة وهم يحملون عقولا شاردة مع الدخان الرمادي الذي يخرج من أنوفهم. يضيق سمعه من أصوات الضجيج التي تتداخل مع بعضها البعض. يصر على التناسي. يركن رأسه على كرسي من كراسي القهوة مستلهما أشعة الشمس الحانية تخفف من برودة الهواء.
...............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................