التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

البيت الموحش

  بقلم/ عبد الرحمن هاشم منذ سفر زوجها بحثًا عن الرزق داخل الوطن، تحملت وحدها مسؤولية البيت والأبناء، حتى جاءها خطاب قبولها في الوظيفة التي حلمت بها طويلًا. لكن فرحتها ظلت ناقصة، فهي لا تكتمل إلا بعودة شريكها ليقف إلى جوارها. حين أخبروها أن أمامه فرصة عمل إن حضر للمقابلة، فرحت بشدة، لكن كيف السبيل إليه؟ لم تجد سبيلًا إلا الرجاء والدعاء، تترقب بلهفة أن يعود الغائب وتعود معه طمأنينة الحياة. جربت كل السبل، اتصلت بكل من عرفت من الأهل والأصدقاء، وسألت جميع من لهم معرفة به، لكن دون جدوى. لم يبق أمامها سوى باب السماء بعدما سُدّت في وجهها كل الأبواب، حملت همّها إلى قريب عُرف بين الناس بالزهد والصلاح وخدمة الناس. جلس قبالتها، أصغى إلى حكايتها بوجه مطرق إلى الأرض، ثم مدّ لها ورقة قائلا: "ردديها بعد كل صلاة، ففي التوكل على الله فرج، ولعل الله يجمع شملكِ بمن تحبين". وفي ليلتها تلك، فرشت سجادتها، صلّت لربها، بقي قلبها معلّقًا بالغيب، وشرعت تتلو بصوت خافت: باسم الله بدأت، وباسم الله توكلت، وباسم الله استفتحت وهو خير الفاتحين، مبيد الجبابرة، قاهر الجن والإنس أجمعين، الملك الحق المبين، ذي ...

علم الإجرام الثقافي: نحو فهم جديد للجريمة كظاهرة ثقافية

بقلم/ د. نجلاء الورداني لم يعد علم الإجرام الحديث يقتصر على دراسة الجريمة كفعل قانوني أو اجتماعي، بل اتجه إلى مقاربات جديدة تنظر إلى الجريمة باعتبارها نتاجًا ثقافيًا. علم الإجرام الثقافي يمثل أحد أبرز هذه الاتجاهات؛ إذ يطرح إطارًا نظريًا ومنهجيًا يدرس الجريمة والعدالة من منظور ثقافي، منطلقًا من أن الأفعال الإجرامية مشبعة بالمعاني والرموز والعواطف التي تُنتجها الثقافة وتعيد صياغتها. إحدى المفاهيم المركزية في هذا الحقل هو ما يعرف بـ "المعرفة الخطيرة"، التي تدعو إلى تجاوز القوالب التقليدية في علم الإجرام الاجتماعي وتبنّي أدوات إبداعية ومرنة لفهم الظواهر الإجرامية. وإلى جانب ذلك، يبرز علم الإجرام السردي الذي يركّز على دور القصص والروايات في تشكيل تصوراتنا عن الجريمة والفاعل والمجتمع. أما على المستوى المنهجي، فقد جاء علم الإجرام الثقافي حافلاً بالابتكارات البحثية. فـ الإثنوغرافيا تظل أداة رئيسية، حيث ينخرط الباحث في معايشة ميدانية طويلة المدى لفهم السياقات الثقافية للجريمة. ومع ذلك، ظهرت أشكال جديدة مثل: الإثنوغرافيا الفورية التي تواكب السرعة الخاطفة للجر يمة في عصر الحداثة المتأخ...

محمود النحاس يبتكر مستحضرًا طبيعيًا لعلاج "عقم الرجال"

قدم المخترع محمود النحاس؛ بالتعاون مع الدكتورة رحاب عبدالمنعم؛ أستاذ الصيدلانيات والصيدلة الصناعية ابتكارا مصريا خالصا بمجالات التصنيع الدوائي والتكنولوجيا الحيوية؛ لعلاج حالات العقم والضعف الجنسي لدي الرجال والعمل علي زيادة الخصوبة. وقام " النحاس" بتطوير المنتج الذي يمثل مستحضرا علاجيا من النباتات الطبيعية من خلال  إضافة تقنيات حديثة مثل تقنية النانو تكنولجى، ومن ثم أسفرت نتائج الأبحاث الحديثة عن صحة وسلامة المنتج وفاعلية استخدامه في زياده عدد وقوة وحيوية الحيوانات المنوية؛ فضلا عن  علاج الخصية الضامرة؛ من خلال تحسين التركيب الهيستولجى للخصية وعلاج حالات عدم وجود الخلايا. وأوضح " النحاس" عضو مجلس علماء مصر وأحد خبراء جمعية المخترعين المصريين أن هذه النتائج  ستعالج سدس مرضى العقم على مستوى العالم، مؤكدًا أن المنتج  يمثل طفرة علمية غير مسبوقة في علاج العقم لدى الرجال. ولفت " النحاس" إلي أن المكونات الطبيعية للمنتج متمثلة في  مجموعة من النباتات المصرية المزروعة على أرض مصرـ والتى تسقى من مياه النيل- كي تشكل خليطا طبيعيا يتم مزجه بعسل النحل؛ لإنتاج  مزيج طبي ...

الذكاء الاصطناعي والبديل العسكري

سلسبيل شريف الذكاء الاصطناعي في إسرائيل لم يعد مجرد مشروع بحثي أو رفاهية تكنولوجية، بل تحوّل إلى قلب عقيدتها الأمنية والعسكرية. نحن أمام دولة ترى في التفوق التكنولوجي وسيلتها الأساسية للبقاء، وتؤمن أن السيطرة على المستقبل تمر عبر السيطرة على الخوارزميات. من الطائرات المسيّرة، إلى أنظمة الرصد والمراقبة، إلى الذكاء الاصطناعي الذي يحلل أنماط السلوك البشري ويتنبأ بالتحركات – أصبح كل ذلك جزءًا من ميدان حرب غير مرئي، لكنه أشد فتكًا من أي دبابة أو طائرة. إسرائيل تبني جيشًا رقميًا بقدر ما تبني جيشًا بشريًا. فكرة أن قرارًا عسكريًا حاسمًا قد يُتخذ في غرفة مغلقة عبر شاشة تعرض توصيات نظام ذكي لم تعد خيالًا علميًا، بل ممارسة يومية. هذه المنظومات لا تكتفي بجمع المعلومات، بل تعيد صياغتها، تفرزها، وتحدد أولوياتها، لتتحول إلى أداة نفوذ تمنح الجيش الإسرائيلي سرعة في الحسم، ودقة في الضربات، وقدرة على تقليل الخسائر من جانبه – دون اعتبار للخسائر التي تتسبب بها على الجانب الآخر. الأمر الأخطر أن هذه العقلية التقنية امتدت إلى إدارة الصراع نفسه. الذكاء الاصطناعي صار أداة في صناعة الرواية السياسية، في الدعاية، ...

الفتونة: هل تلاشى الفتوة حقًا؟

  (من عاشور الناجي إلى بلطجي الحارة.. سيرة قوةٍ لم تنتهِ) عبد الرحمن هاشم في الحارة المصرية القديمة، لم تكن الدولة وحدها صاحبة الكلمة العليا، بل برزت قوة أخرى تحكم وتسيطر وتُرهب وتُعطي الأمان: الفتوة . هو بطلٌ شعبي عند البعض، وجلادٌ عند آخرين، بين الشهامة والبطش، بين حماية الضعفاء وفرض الإتاوات. ظاهرةٌ عاشت قرونًا، من الأسواق في العصر المملوكي، إلى العشوائيات الحديثة حيث تحول الفتوة إلى بلطجي، لتبقى الفكرة واحدة: حين تضعف الدولة يظهر من يملأ فراغها بالقوة . وقد عرفت مصر عبر تاريخها الطويل أنماطًا مختلفة من السلطة الشعبية، من شيخ البلد إلى كبير العائلة، ومن الفتوة في الحارة إلى البلطجي في العشوائيات. لكن الفتوة ظل النموذج الأكثر رسوخًا في الذاكرة الشعبية، لأنه جمع بين البطولة والهيمنة في آن واحد. "وما يدري خضر سليمان الناجي إلا وسماحة ينضم إلى عصابة الفللي رجلًا من رجاله. احتفل الفتوة بانضمام حفيد الناجي إلى أعوانه، وعدّه أكبر نصر له في حارته. أما الحرافيش فاعتبروا ذلك طورًا جديدًا من أطوار المأساة التي تطحنهم. وقيل -فيما قيل- إن الله قادر على أن يخلق أحيانًا من صلب الأبطال أوغ...

عن أبناء الجواري

  أ.د. حسن مغازي منذ(الدولة الأيوبية)قد حكم(المماليك)مصر؛ منذ(الصالح أيوب) إلى(عز الدين أيبك)، إلى(سيف الدين قطز)، إلى(الظاهر بيبرس)، إلى ... ! فى منتصف القرن الثالث عشر ميلاديا(1250)كانت البداية، واستمروا حتى تحت(الوالى العثمانى)فى 1517 حتى هروب آخرهم عند هزيمتهم أمام(حملة نابليون)1798؛. تعلمنا كتب التاريخ هروب(إبراهيم بك)إلى الشام، وهروب(مراد بك)إلى الصعيد، ويصمت كثير من كتب التاريخ عن تحديد(أى أماكن الصعيد)، لكن مدققى الفحص يعلمون أماكنهم إلى اليوم، وتسكت أيضا كتب المؤرخين عن مدى(التحالفات مع الفرنسيين ضد مقاومات المصريين). (المماليك)جمع، والمفرد(مملوك)، وهو ذلك الشخص الذى اشتراه(أى من كبار الأعيان)آنذاك؛ لتكوين(عصابة حماية)ضد(الأعيان الآخرين)؛ كانوا يشترونهم من(غرب روسيا)، و(شرق أوروبا)بصفة خاصة، ذكورا لتكوين(القوة الحامية)، وإناثا للحصول على(جوارى التسرى)بذاك الجمال الشهير عن غرب روسيا وشرق أوروبا(الشيشان، والصرب، وأوكرانيا، و ...)فى مقابل(جوارى الخدمة)المستجلبات من(الأحباش، وأواسط إفريقيا) ... ! تزداد سطوة أى من الأعيان بمقدار عدد مماليكه، عندما يصل عدد مماليكه إلى(ألف مملوك...

الذكاء الاصطناعي.. رؤية عصرية وتحديات أخلاقية

د. أسماء عبد الكريم فرضت تطبيقات الذكاء الاصطناعي واقعًا ملموسًا في حياتنا اليومية؛ حيث صارت الروبوتات الذكية تعمل جنبًا إلى جنب مع الإنسان؛ إلى جانب السيارات ذاتية القيادة التي تقود نفسها بدقة مذهلة، فضلا عن الحواسيب القادرة على فهم وتحليل لغة الإنسان، وغيرها من التقنيات التكنولوجية الحديثة.  غيّر الذكاء الاصطناعي وجه الحياة في كل المجالات؛ فما كان بالأمس خيالًا؛ صار اليوم حقيقة عصرية؛ تعيد تشكيل عالمنا بوتيرة سريعة ومذهلة؛ ما أحدث بدوره  تطورًا بارزًا في تغيير طبيعة مهام العلاقات العامة؛ التي اتجهت نحو توظيف الإنترنت والاستفادة من مزايا المجتمع الرقمي؛ بما يحويه من تطبيقات ومنصات إلكترونية؛ كوسيط رئيسي في إجراء اتصالاتها بجماهيرها الداخلية والخارجية .    ومن ثم صارت الممارسات الأخلاقيّة تحديًا أساسيًا للمهنة؛ التي تخطت مسئولياتها ووظائفها نطاق المنظمات والمؤسسات؛ إلي نطاق أكبر كثيرًا، وهو  التأثير في الحياة والسياسة  والدبلوماسية العامة.       وتتعدد هذه العوائق التي يمكن تصنيفها إلي تحديات داخلية وثيقة الصلة بالتطبيقات المهنيّة لممارس...

الضغط الإنساني .. صور لا تُغفلها العواصم

سلسبيل شريف  خارج غرف التفاوض، تبدو غزة كمدينة تئنّ تحت الركام. شوارع كانت مزدحمة بالمحال والمارة، تحوّلت إلى مسارات ترابية تحفّها الجدران المهدّمة. في مستشفى الشفاء، أطباء يعملون في ممرات ضيقة على ضوء مولد كهربائي، بينما يقف عشرات الأطفال في طابور طويل عند صهريج مياه متنقل. تقارير الأمم المتحدة وصفت الوضع بأنه “انهيار شبه كامل للبنية التحتية”، فيما حذّرت الأونروا من “كارثة وجودية” تطال أكثر من مليوني إنسان. هذه الصور تضع الوسطاء تحت ضغط متزايد، لكنها أيضًا تعكس المأساة التي لا تستطيع لغة الأرقام وحدها أن تصفها. جولات مكوكية… ووعود لا تكتمل من الدوحة إلى القاهرة، تحط الوفود في فنادق وقاعات اجتماعات محاطة بإجراءات أمنية مشددة. مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، شارك شخصيًا في أكثر من جولة، في مؤشر على ثقل الدور الأميركي. ومع ذلك، حتى التفاهمات الجزئية — مثل إطلاق دفعات صغيرة من الأسرى مقابل أيام هدوء — غالبًا ما تتوقف عند العقبة التالية قبل أن تتحول إلى اختراق حقيقي. المشهد الإقليمي… ظل الحرب الممتد الصراع في غزة لا يعيش في عزلة. على الحدود الشمالية، تتبادل إسرا...

مفتاح التحرر والعبقرية

د. وليد مبارك الفرق الجوهري بين العبقري والإنسان العادي لا يكمن فقط في القدرات العقلية أو سرعة الفهم، بل في القدرة على اختراق حجاب المألوف. فالعبقري لا يستسلم لما اعتاده الناس، بل ينظر إلى ما يعتبره الآخرون أمرًا بديهيًا على أنه لغز يحتاج إلى تفسير، ويتساءل: "هل هذا أمر طبيعي حقًا؟ أم أن وراءه سرًا آخر؟" إنه يفكر بطريقة مختلفة، ويملك الشجاعة على التحرر من أسر العادة. أما الإنسان العادي، فيعيش محاطًا بـ"غواشي" الحياة اليومية، مكبَّلًا بقيودها الخفية. هذه القيود ليست بالضرورة مادية، بل هي ألوان من الشهوات والأطماع: حب المال، والرغبة في الشهرة، والسعي وراء السلطة، والانغماس في ملذات الأكل والشرب، ومشتهيات النفس. هذه كلها تشبه الوثاق الخفي الذي يلتصق بالعقل، فيمنعه من التحليق بخيال حر، ويجعل صاحبه أسيرًا لأنماط التفكير المألوفة. العبقرية، في جوهرها، قدرة على الانفصال عن هذه الروابط. فالعبقري يستطيع أن يخرج من دائرة المحبوبات المألوفة، ويتحرر من الانشغال الدائم بجمع المال أو السعي وراء السلطة والسمعة. يستطيع أن يكسر القيود التي يفرضها عليه "الطبع البشري" المأسو...

١٤ سبتمبر المقبل انطلاق فعاليات المؤتمر السادس عشر للقصة الشاعرة

كتبت مي عطية: برعاية اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لرئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتحت عنوان "النسق القيمي والهوية"، تنطلق فعاليات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر القصة الشاعرة في الفترة من ١٤ حتى ١٥ سبتمبر، وتنظمه جمعية دار النسر الأدبية بالتنسيق مع الإدارة العامة للجمعيات الثقافية، ومؤسسة شرف للتنمية المستدامة، ومركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية، وتحمل هذه الدورة اسم الشاعر سعد عبد الرحمن. ينعقد المؤتمر برئاسة الناقد والمترجم الدكتور حسين البنهاوي، وأمانة الدكتورة دينا العشري رئيس تحرير مجلة الدراسات الإفريقية والعربية. تنطلق فعاليات اليوم الأول للمؤتمر في الحادية عشرة صباح الأحد ١٤ سبتمبر من قصر ثقافة روض الفرج، حيث تبدأ بالكلمات البروتوكولية، يليها تكريم عدد من الرموز الثقافية، والفائزين بجائزة أحسن دراسة ومتابعة إعلامية (مجال القصة الشاعرة)، ثم جلسة بحثية، بعنوان: "القصة الشاعرة بين السياق الأخلاقي والاستثمار في الهوية الثقافية.. الدراسات الأفريقية نموذجا"، ثم لقاء أدبي مفتوح حتى الثانية ظهرا، ويواصل المؤتمر جلساته في اليوم الثاني (١٥ سبتمبر) عبر...

السرد الذاتي وأدب الاعتراف النسوي.. مقاربة نقدية لقصة "شهادة قبل أن أموت" للكاتب الصحفي عبد الرحمن هاشم

  بقلم أ.د. عزة شبل محمد أستاذة اللغويات بكلية اللغات الأجنبية في جامعة أوساكا باليابان أستاذة اللغويات في كلية الآداب بجامعة القاهرة  لكل عمل أدبي خصوصيته وتفرده على الرغم من خصوصية النوع، لذا، فعلى القارئ أن يحاول الكشف عن تلك الخصوصية، بإثارة العديد من التساؤلات. ماذا يريد الكاتب أن يقول؟ وما الذي تبوح به الأصوات المتعددة داخل العمل؟ وما مقدار ذلك البوح؟ وهل يصل البوح إلى تعرية الستر؟ وما نوعية الاعتراف؟ ولمن؟ وما الآثار الناجمة عنه على الفرد والمجتمع؟ تساؤلات كثيرة يرتبط بعضها ببعض نحاول الإجابة عنها من خلال مقاربة نقدية لواحدة من القصص التي يمكن إدراجها تحت هذا النوع من الكتابات السردية المسمَّى بـ "أدب الاعتراف"، وهي قصة "شهادة قبل أن أموت" للكاتب الصحفي "عبد الرحمن هاشم". وقد جاء اختيار هذا النموذج السردي لعدة أسباب، منها ما يرجع إلى الإشكالية التي يثيرها العنوان الذي وردت فيه صراحة لفظة "شهادة"؛ مما يجعل القارئ أمام صعوبة التصنيف النوعي للعمل، بين "أدب الشهادات"، أو "أدب الاعتراف"، ومنها ما يعود إلى احتواء العمل على ...

"الأربعون المصرية" أحدث مؤلفات الدكتور مصطفى الأقفهصي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية

كتاب "الأربعون المصرية" لمؤلفه الدكتور مصطفى الأقفهصي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبارة عن أربعين حديثًا من الأحاديث الشريفة والآثار المُنيفةِ التي وردت في فضل مِصْرَ ومكانتها بين الأُمَمِ؛ حيث كان لمصْرَ النصيبُ الأكبر من وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبلدان وبيان فضلها؛ تبشيرًا بفتحها، ومدحًا لِقِبْطِها، وحثًّا على الإحسان إلى أهلِهَا، وبيانًا لخيريةِ جُندِهَا، وتوضيحًا لقوة عُدَّتها وعَتَادِهَا، وتصريحًا بِنَجْدَتِها للمُسلمِين وعونِها، وإرشادًا لاتِّخاذ الجُندِ الكثيفِ مِنها، وإظهارًا لسلامتها من الفتن وأمنِهَا، ودعاءً بالبركة في نِيلِهَا وَعَسَلِهَا، وتوجيهًا بالتجارة والاستثمار في أرضِهَا، وتحذيرًا من إلحاق الضرر بها، أو الدعاء على أهلِهَا، وتأكيدًا على أنَّها في ضمان ربِّها عند الكيدِ بِهَا.  وكذلك الصحابة والتابعون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فقد تكاثرت الآثار عنهم وتواردت في فضائل مِصْرَ ومكانتها، سِيقَت كلُّها مساق الإحسان والامتنان. وهذه الآثار ثابتة ومُسندة، سواء كانت مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو موقوفة على الصحابة الكرام في بيان م...

هانم عبد المجيد هاشم.. النور الذي لا يخبو

كتب عبد الرحمن هاشم: يشاء المولى عز وجل أن أكون جنينًا في رحمها، نطفةً فعلقةً فمضغةً، حتى اكتمل خلقي، ومن ثم خرجت إلى الدنيا، وبرحمة من الله هداني ربي إلى ثدييها عامين كاملين. ثم شاءت إرادة الله أن يرحل أبي إلى الرفيق الأعلى عام 1978م، فتتولى هي — وحدها — تربية أبنائها، متحملةً شظف الحياة، صامدةً بقوة إيمانها، ثابتةً بإرادتها. كنتُ آخر إخوتي زواجًا وآخرهم فراقًا لحضنها، ولم يطل ذلك البعد سوى سنوات معدودات، ثم عادت إليّ بعد نحو عقد من الزمان، مفضّلة أن تعيش في كنف ابنها، وقد بدأت مظاهر الشيخوخة تتسرب إليها، وأمراضها تتثاقل على الجسد. الفارق بيني وبينها ربع قرن من الزمان، لكن تلاحق الأيام ورؤيتها صباح مساء جعلا وجودها بركةً مشهودة، حتى صار من العسير أن أتصور الدنيا بدونها. عاصرتها وهي تفيض بالحيوية، لا تهدأ حركتها، تعمل مع الشمس وتكمل أحيانًا مع القمر، لم تفارقها النضارة آنذاك رغم عناء الأيام. ومع السنين ازدادت بدنَة، لكن الدنيا — وهي الزوج الخئون — أرسلت المرض خلسة إلى جسدها وهي بعدُ في الأربعين. جاء وباء كورونا، فنجانا الله ببركة دعائها، فلم تفرّط يومًا في معدنها النفيس، ولو تحملت من ا...