التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٤

النقد القصصى عند سيــد قـطـب

  د. إبراهيم عوض كانت مساهمة سيد قطب فى النقد القصصى مساهمة كبيرة وفعالة. لقد كان أحد القلائل الذين تناولوا هذا اللون من النقد من الزاوية النظرية، وهو فى عرضه لمجموعة "همزات الشياطين" لعبد الحميد جودة السحار يتحدث عن قلة النقد القصصى النظرى فى اللغة العربية مشيراً إلى أن كتاب تشارلتن الذى ترجمه د. زكى نجيب محمود بعنوان "فنون الأدب" والفصل الذى كان قد كتبه محمود تيمور بعنوان "فن القصص" ثم البحث الذى صدَّر هو به للسحار مجموعته الآنفة الذكر هو كل ما تحويه المكتـبة العـربيـة تقريبا عن هذا الباب الضخم من أبواب الأدب، باب القصة[1]. وفى ضوء هذا يمكننا أن نقـدر حَقَّ القَدْرِ الفَصْلَ الذى خصصه سيد قطب فى كتابه "النقد الأدبى" عن القصة والقصة القصيرة[2] والذى يمكن أن نستشف منه نظرته إلى هذا الفن، الذى كان يعده (كما رأينا) باباً ضخماً من أبواب الأدب. إنه يؤكد أن كتابة القصة ليست أمراً سهلاً، كما يذكر أن القصة هى الفن الوحيد الذى تردد طويلا قبل أن يقدم على التأليف فيه، وبخاصة أنه كان واعيا بالمستوى الرفيع الذى بلغته القصة فى أوربا، وروسيا بخاصة. كذلك نجده ي

المسئولية الاجتماعية وقضايا التغير المناخي

  بقلم/ أمل دياب يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرةً في المزيد من المناطق، كما يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، فضلا عن زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النُظُم البيئية. وبشكل عام، تؤدي زيادة الظواهر الجوية المتطرفة - مثل الفيضانات أو الجفاف-  إلى زيادة التطرفات الجوية، وفقدان المحاصيل، وتدهور الظروف الزراعية، كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير في النبوغ الزراعي ومواعيد نضج المحاصيل. وتتميز ظاهرة التغيرات المناخية عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع؛ حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم أجمع.  كما تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية. وأشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC)  إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سيؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية و

لماذا لم ينص الوحي على كذا؟

  م. خالد أباظة كثيرًا ما يتكرر سؤال: لماذا لم ينص الوحي على طريقة الحكم؟ لماذا لم يحل إشكاليات التشريع: نصي أم مقاصدي أم تاريخي؟ لماذا لم يتنبأ بالفتنة الكبرى لمنعها؟ لماذا لم ينص على الخلافات العقائدية بين الفرق؟ حتى شطح البعض وتسائل: لماذا لم يذكر الوحي وجود بترول في الجزيرة العربية؟! كثيرون ينتظرون من الوحي أن يكون قائمة من الأوامر والنواهي، ويرفع كل خلاف، ويحل كل إشكال، ويلجم كل انحراف. قبل محاكمة النص: هل قام بدوره أم قصَّر؟ يجب أن نسأل أولًا: ما دور النص أصلًا؟ أصل اللغط في هذه الأسئلة أنها اعتبرت الأصل أننا جهلاء وعاجزين وتائهين وننتظر توجيه النص، وننتظر إجابات النص! لكن الأصل والترتيب التسلسلي لمصادر المعرفة: العقل، ثم الوحي. ولا يعني ذلك ترتيب أفضلية، فلم نقل أن العقل البشري أفضل من الوحي الإلهي، بل نقول: نحن نستخدم العقل أولًا، وبه نتوصل إلى صدق الوحي ونفهم مقصده. والعقل والوحي كلاهما منحة إلهية، وهبة ربانية، فالله هو الذي أمد العقل بمباديء منطقية، وهو الذي أرسل الوحي. يمكن تقسيم جوانب الحياة البشرية إلى ثلاثة أقسام: ١. العقائد: بالعقل يمكننا استنتاج وجود الله، واستنتاج بعض

كيف تتحقق بقيمة العفاف؟

  بقلم/ أ.د. علي محمد جمعة  العفاف في السلوك هو الخطوة الأولى واللازمة لتحقيق العفاف الباطن، وهو مجموعة الأخلاق التي يصبح بها الإنسان إنساناً، فإن فُقد ذلك العفاف أصبح الحديث عن المنظومة الأخلاقية والدعوة إليها مجرد كلام إنشائي غير متصل بالواقع وغير متحقق في حضارتنا، وإذا أصبح الإنسان إنساناً أصبح بناء الحضارة أمرا هينا وهدفا قريبا. والعفاف الباطن يتكون من مجموعة من الأخلاق، وهى كما يلي: 1- الرحمة، والتي نراها مكررة في كلمة الابتداء «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفي الحديث: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر»، وفي رواية: «ببسم الله» وفي رواية: «بالحمد لله» (انظر: الجامع الكبير للسيوطي)، ويقول رسول الله ﷺ في حديث الأولية، الذي جعله المحدثون أول حديث يعلمونه تلاميذهم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (البخاري)، ويقول ﷺ: «مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ» (البخاري). 2- الحلم والأناة، فقد قال النبي ﷺ لِلأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ» (مسلم)، ولقد رأينا أ

حقيقة التجلي

  بقلم/ أ.د. علي محمد جمعة التجلي الإلهي هو أن الله -سبحانه وتعالىٰ- وراء كـل شيء: { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}. وَفِي كُلّ شيء لَهُ آيَة  * تَدُلُّ عَلَىٰ أَنَّهُ الْوَاحِدُ فالتجلي الإلهي يجعل الإنسان مستحضرا لله في كل شيء، في كل سكنة، في كل حـركة، وعندما تقرأ كتــاب (الحِكَم) للإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تجدها كلها مبنية علىٰ هذا، علىٰ أنه لا حول ولا قوة بي، ولا لي، وإنما الحول والقوة لله، وبالله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأن الأمر كله بيد الله، ومع ذلك فإن الاعتماد علىٰ الأسباب شرك، وترك الأسباب جهل، ولما أن أراد النبي ﷺ أن يخرج إلىٰ أُحُد (خالف بين درعيه) [أبو داود] أخذاً بالأسباب، فأخذ ﷺ بالأسباب ليعلمنا المنهج الأمثل في التعـامل مع كون الله تعالىٰ، حتىٰ علمنا أن حقيقة التوكل الأخذ بالأسباب، فقال لنا ﷺ: «لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» [الترمذي] ، قال العلماء: فهي تغدو وتروح أخذاً بالأسباب، لم تمكث في وكناتها، بل أخذت بالسب

هل اللغة العربية تأثرت بالمصرية القديمة فنقلت بعض ألفاظها؟

  أكد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري الأسبق أهمية التعريف باللغة المصرية القديمة، وتأثيرها على اللغات الأخرى، خاصة اللغة العربية التي نقلت بعض ألفاظها بمعانيها. ووصف اكتشاف حجر رشيد بأنه مفتاح فهم لغز اللغة المصرية القديمة، وساهم في فهم تاريخ الحضارة المصرية، وتوسيع المعرفة بتاريخ البشرية، وتراثنا المشترك. وأوضح أن الكتابة المصرية القديمة، وخاصة الهيروغليفية، كانت نقطة انطلاق لتطور العديد من الأبجديات، بما في ذلك الأبجدية العربية، لافتا إلى أن حجر رشيد كان نقطة انطلاق هذا التطور، بعد أن أتاح للعلماء فهم نظام الكتابة المصري القديم. وأبرز أوجه التشابه بين اللغتين المصرية القديمة والعربية، لافتا إلى أن هناك العديد من الكلمات المشتركة؛ مما يشير إلى صلة لغوية بينهما. أضاف أن "الهيروغليفية" تطورت من نظام كتابة "تصويري" إلى نظام أبجدي، ثم نشأت "الكتابة السينائية" في سيناء نتيجة تفاعل المصريين مع الكنعانيين، وتعتبر أول أبجدية حقيقية. وانتقلت الأبجدية السينائية إلى الفينيقيين ثم الآراميين، وتطورت الأبجدية الآرامية إلى الأبجدية العربية والأبجديات ا

BORN TO

  A poem by / Mr.Mostafa Ahm                                 “BORN TO” We are born to be a memory in mind, in heart, on a paper To see the ultimate existence of the great model  To cross time, and place To cross substance and dissolve, vanish in common truth 

منظمة الصحة العالمية: ينبغي حماية المزيد من الإناث من سرطان عنق الرحم

  كتب عبد الرحمن هاشم:  أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا أكدت فيه توصيتها الأممية لحماية مزيد من الإناث من سرطان عنق الرحم ، جاء فيه: يجب تطعيم الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عامًا  ضد فيروس الورم الحليمي البشري. وهذا يحميهن من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان عنق الرحم وغيره من السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. وبالنسبة للنساء البالغات، يُوصَى بإجراء فحوص منتظمة لتحري الإصابة بالسرطان.  إذا فاتكِ الفحص، فقد تفوتكِ فرصة الوقاية من سرطان عنق الرحم أو وقفه في مرحلةٍ مبكرة. يُعدُّ سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء. يساعد الفحص في الوقت المناسب على الوقاية من سرطان عنق الرحم أو الكشف عنه مبكرًا، عند توفر مزيد من خيارات العلاج.  ينبغي فحص النساء للكشف عن سرطان عنق الرحم كل 5-10 سنوات، بدءًا من سن 30 عامًا. ينبغي فحص النساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري كل 3 سنوات، بدءًا من سن 25 عامًا. تشجع الاستراتيجية العالمية على إجراء ما لا يقل عن فحصين مدى الحياة من خلال اختبار عالي الأداء لفيروس الورم الحليمي البشري، مرةً ف

الثانية إلا ثلث

بقلم/ مصطفى أحمد محمود  يحمل الفتى إبراهيم طالب كلية التربية أحلاماً يافعة رقراقة، وأماني عريضة تسبح في السماء وهو يخطو أمتاره الأولى في فرقته في عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين ميلادية. يمر في طرقة طويلة متجهاً إلى القسم الذي يدرس به فيلحظ ساعة بيضاء ألماني كبيرة يحملها جنزير حديد مربوط في السقف وعقارب الساعة ساكنة عند الثانية إلا ثلث لكنه يمر كالبرق من تحتها تملأه رغبة العلم بحاراً وأمل التفوق أطواراً. يلتفت وراءه ليطالعها مرة أخرى لعل بها عطلٌ بسيط أو تحتاج إلى حجر بطارية يثبته أحد العمال بها فتعاود السير. تنصرم الأعوام الأربعة ويكتنز إبراهيم العلم ويرتقي بالمعرفة فتنير بداخله أكاليل الفرح والنور فيصمم على أن يُدرس في الجامعة ولما لا فهو الأول تصرع درجاته درجات أقرانه ولما لا فلأفكاره ظل على الأرض أما غيره فليس له ظل. ينتظر ساعة إعلان نتيجة التعيين في القسم فيسرع من تحت الساعة الألماني المعلقة ويدري أنها ما زالت الثانية إلا الثلث وتعلن النتيجة ويخرج من السباق رغم أنه الأول فلم ينفعه ظل أفكاره ولا علو درجاته أمام النفيس الذي يقدم كهدايا أو لعل جرمه أنه يفقه ولا يحمل أسفاراً لا يفهم ما ف

الإدارة الرقمية.. رؤية نقدية

بقلم المهندس/ عبد الرحمن عماد لقد اتجه عدد من الشركات –منذ عقود- نحو الاستثمار في مؤشرات رأس المال البشري والهيكلي؛ مستعينة في هذه الاستراتيجية بالنظم والتطبيقات الرقمية؛ إيمانًا منها بدور هذه السياسة الإداية في  رسم أنماط العلاقات الاتصالية والتفاعلية للمنظمة مع جماهيرها الداخلية والخارجية؛ وذلك شريطة التزام المنظمة بمؤشرات الثقة، والوفاء بمسئولياتها، وغرس مفاهيم التعاون والتنسيق والعمل الجماعي بين العاملين. وفي هذا النهج تم الاستعانة بنظم التحليل الإحصائي والتحليل الجغرافي وغيرها من الأدوات الإحصائية لتحليل البيانات المتعلقة بالعمليات الصناعية والإنتاجية وتحسينها، كأحد أساليب الارتقاء بكفاءة العمليات التنظيمية للشركة، وبالطبع لعبت تطبيقات الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في خريطة السياسة الإدارية، بهدف تحليل البيانات، وتطوير نظم التحكم الذاتي والتحكم في العمليات الصناعية.  ولم تكتف المنظمات بشقيها الإنتاجي والخدمي بهذه الصيحة الرقمية، بل نجحت بعضها في توظيف تكنولوجيا الروبورتات، بهدف تحسين الأتمتة وتحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء البشرية، فضلًا عن استخدام الإنترنت الصناعي للأشياء؛ لربط ا

سلاح القلب

  بقلم/ عبد الرحمن هاشم اهتم القرآن الكريم بـ«القلب» اهتمامًا كبيرًا، من حيث كونه الوعي الكامل الذي به نعرف الحق من الباطل، والعدل من الظلم، والصدق من الكذب، والنور من الظلام. وشاع على ألسنة الناس الطيبين قولهم: «قلبي مقبوض من هذه الخطوة فلا تقدم عليها»، أو «قلبي دليلي»، أو «قلبي غير مستريح لهؤلاء الناس». وعندما اختار الله خاتم الأنبياء والمرسلين اختار «قلبه صلى الله عليه وسلم» ليكون متنزل الأنوار.. ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين. َنَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ الشعراء: 192 – 194. والقلوب هي التي تتلقى دعوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولقد رفض الله تعالى رفضًا تامًا جماعة جاءوا بغير قلوبهم.. ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ الحجرات: 14. وإذا تشبع القلب بالإيمان أحبه وأحب الطاعة والصلاح وكره أن يعود إلى الكفر والفسوق والعصيان.. ﴿وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُ

باب العمل الصالح

بقلم/ أ.د. علي جمعة  فتح لنا سيدنا رسول الله ﷺ العمل الصالح على مصرعيه؛ فجعل التبسم في وجه أخيك صدقة، وجعل الوضوء تنزل المعاصي من أعضاء الوضوء فتخرج بعده طاهرًا تبدأ حياةً جديدة مع ربك، وكان يقول ﷺ : «جددوا إيمانك» كيف يا رسول الله؟ «قولوا لا إله إلا الله» فـ "لا إله إلا الله" عندما تذكرها من قلبك وفي وعيك ؛ فهذا هو الوعي الذي يبدأ قبل السعي، تبدأ حياةً جديدةً مع الله، وجعل الاستغفار من موجبات المغفرة، وجعل كفالتك لليتيم أمرًا عظيما، تعطيك مكانةً هائلة فيقول ﷺ: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» أي أن كفالة اليتيم تساوي مكانتك في الجنة في مقام رسول الله ﷺ وهو المصطفى المختار كلامٌ عجيب ، لكنه يفتح لك باب الأمل، باب الغفران، باب الحب؛ فكما أحببت هذا اليتيم، وكفلته في الدنيا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مكانًا في جوار سيدنا رسول الله ﷺ في الجنة. وجعل وضع يدك على رأس يتيم حسنات بعدد شعر رأسه ، فضل من الله تعالى ، ونحن نرجو منه سبحانه وتعالى المغفرة، والتوفيق، واللطف، والنصر على أنفسنا، وعلى شهوات الدنيا حتى نعبده، وحتى نُعمِّر هذه الأرض، حتى ندخل تحت نظر

العفاف أصل في بناء الإنسان ورقي المجتمعات

بقلم/ أ.د. علي جمعة دعت جميع الأديان، خاصة الإسلام، إلى العفاف، واتفق عليه العقلاء من البشر فلم يكن أبداً عبر العصور والدهور المختلفة حتى عصرنا الحاضر محلاً للاجتهاد، بل كان محلا للاتفاق، سواء أقام الشخص به في نفسه أم لم يقم، فإن الجميع يعلمون أن العفاف بكل جوانبه من أساسيات هو أصل في بناء المجتمع البشري، ومن أسباب تقدمه ورقيه. تهتم حضارة الإسلام بمفهوم العفاف، ففي القرآن نجد الأمر بِغَضِّ البصر عن العورات والمحرمات، قال تعالى: (قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:٣٠]، وقال رسول الله ﷺ : «النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيمانا يجد حلاوته في قلبه» (رواه الحاكم). وقال بعض الظرفاء: إلهي ليس للعشاق ذنب * لأنك أنت تبلو العاشقين فتخلق كل ذي وجه جميل * به تسبى قلوب الناظرين وتأمرنا بِغَضِّ الطرف عنهم * كأنك ما خلقت لنا عيونا فكيف نغض يا مولانا طرفاً * إذا كان الجمال نراه دينا وقال آخر: خلقت الجمال لنا فتنة * وقلت لنا: يا عباد اتقون وأنت جميل تحب الجما

جدار العقل

بقلم مصطفى أحمد محمود لقد كانت أصوات وصرخات غريبة، تلك التي استدعت انتباه إبراهيم، ونزعت جنانه وعقله إلى الباب، فطلب من الدكتورة فاطمة أن يرى ما بالخارج، فأذنت له، فإذا به يرى تدفقاً هائلاً وسريعاً من الطلاب قد خرج من أحد قاعاته، تصرخ منه الكثرة وتضحك منه القلة، ضحكات حمقاء باردة، بينما يبتسم آخرون ابتسامات واسعة غريبة، تشبه ابتسامات من لا يدرك قطرات الندى الصافية الباردة، من قطرات الزيت القاتمة المحروقة. ووسط هذه الفوضى، وذلك التناغم الغريب، إذا بطالب يصرخ ضاحكاً، مختالاً بنفسه يقول: إن أعداء البلاد ألقوا قنبلة على المبنى، فاشتغلت به ألسنة النيران، وإذا بآخر يندفع، فيصدم في طريقه الدكتورة "فاطمة" حتى كادت أن تسقط إلا أنها وقفت ثابتة رابطة الجأش. لقد صارت أهم الأجزاء في بناء الكون تسير في اتجاه عكسي، فبدأ الزمن يعود إلى الخلف، يعود إلى البدائية أو لا يتدفق مناسباً نحو النور، الذي يرسم صور من الشفافية والراحة، والجمال الذي يصطحب اللب والخيال إلى الانتشار، حيث تنتشر الأجزاء التي تسكن في النهاية، وتبقى الإضافة التي تضيء وسط ظلمات الكون المؤلمة. كل ذلك كان يصارع "إبراهيم&quo

السير في محيط الدائرة

بقلم/ مصطفى أحمد محمود  أراه دائما ساخراً من الدائرة ، ضاحكاً عليها ، مبتسماً لها .. وفي قلبه كمية كبيرة من الدموع ، دموع ليس فيها إلا عقل هادئ .. كأشعة القمر البيضاء .. عقل واسع يسع الدائرة .. عقل طائر يسبح في الفضاء كالكروان يغرد مودعاً الدائرة .. عقل متيقن كإيمان فطرة الرضيع بربه الذي خلقه .. عقل نساج من الظلم ذي العيون السوداء .. التي لا يطل منها إلا الأسى والدموع ! ، لذلك يسير في محيط الدائرة فقط .. أما إذا أراد أن يدخل الدائرة  .. هذا حتمي .. فإنه يدخلها في خط مستقيم ، حتى لا تتخطفه الشياطين ، وتلقي به في مهب الريح حيث تتهشم أجزاؤه ، وتنهش في روحه ثعابين داخلية وخارجية ، ولذلك فهو لا يأخذ من الدائرة إلا ما يكفيه .. ثم يرجع مرة ثانية إلى نقطة بداية الخط المستقيم ،  يبدأ الدوران مرة أخرى في محيط الدائرة .. حتى تتوقف حياته .. ويسكن .. فيموت .. ويترك الدائرة .. حتى يبعث مرة أخرى  ،  ليرى هل نجح في أن يقهر الدائرة أم لا.