بقلم/ د. نجلاء الورداني رغم قيمة الصدق الإنسانية العُليا، يظل الكذب حاضرًا في تفاصيل حياتنا اليومية كظلٍّ لا يفارق البشر، أشبه بعملة زائفة تبدأ بكذبة "بيضاء" لا تضر لكنها سرعان ما تتحول إلى شبكة معقدة تحاصر صاحبها، فيختبئ الأطفال خلفه اتقاءً للعقاب، ويلجأ إليه الكبار هربًا من مواجهة أو لتفادي جرح مشاعر الآخرين، وفي فضاء العمل يتخذ ثوب المجاملة أو التملق للوصول إلى المناصب، وعلى المسرح السياسي يصبح أداة لتزييف وعي الشعوب وصناعة أوهام كبرى؛ وما يزيد خطورته أنه لا يدمّر الثقة فحسب، بل يُحوّل العلاقات الإنسانية إلى مسرح هشّ يغيب فيه اليقين ويحلّ الشك، فتنهار أسس التواصل وتشوه صورة القيم، ويبقى الأمل معقودًا على ثقافة تعلي من شأن الصدق وتجعل مواجهة الحقيقة شجاعة، فالمجتمعات لا تنهض بالكلمات المزيفة، بل بالحقائق العارية مهما بدت.
...............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................